stiglitz258_GettyImages_doctorcheckupondollarsign Getty Images

ما بعد النيوليبرالية

نيويورك ــ تُرى أي نوع من الأنظمة الاقتصادية قد يكون مفضيا إلى القدر الأعظم من رفاهة الإنسان؟ بات هذا السؤال يحدد هيئة العصر الحالي، لأننا أصبحنا، بعد أربعين عاما من النيوليبرالية في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة، نعرف أي الأساليب غير ناجح.

كانت التجربة النيوليبرالية ــ خفض الضرائب على الأغنياء، وإلغاء الضوابط التنظيمية التي تحكم أسواق العمل والمنتجات، والتمويل، والعولمة ــ فاشلة إلى حد مذهل. فقد أصبح النمو أقل مما كان عليه في ربع القرن الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، وكان أغلب هذا النمو متراكما عند القمة العليا لتوزيع الدخل. وبعد عقود من الدخول الراكدة أو حتى الهابطة لكل المنتمين إلى الشرائح الأدنى، بات من الواجب الإعلان عن وفاة النيوليبرالية ودفنها.

والآن تتنافس على خلافتها ثلاثة بدائل سياسية رئيسية على الأقل: القومية اليمينية المتطرفة، وإصلاحية يسار الوسط، واليسار التقدمي (مع تمثيل يمين الوسط للفشل النيوليبرالي). مع ذلك، وباستثناء اليسار التقدمي، تظل هذه البدائل مدينة لشكل ما من أشكال الإيديولوجية التي انتهت صلاحيتها (أو كان ينبغي لها أن تنتهي).

https://prosyn.org/AJvPYH4ar