نيويورك ــ كان هذيان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في عام 2015 نتاجا لجهله ونرجسيته جزئيا. ولكن هذا الهذيان يمثل أيضا شيئا آخر. فهو انعكاس للفساد العميق الذي يعيب النظام السياسي في الولايات المتحدة، التي لم تعد وفقا لتقييم حديث "ديمقراطية كاملة". فقد أصبحت السياسة الأميركية أشبه بلعبة تديرها مصالح الشركات القوية: خفض الضرائب لصالح الأغنياء، وإلغاء القواعد التنظيمية لصالح كبار ملوثي البيئة، وحروب وانحباس حراري كوكبي لبقية العالَم.
في الأسبوع الماضي، بذلت ست دول من مجموعة الدول السبع الكبرى جهدا شاقا لإقناع ترمب بقضية تغير المناخ، ولكن ترمب قاوم بشدة. اعتاد الأوروبيون واليابانيون على التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفا في قضايا أساسية. وبعد وصول ترمب إلى السلطة، بات لزاما عليهم أن يعيدوا النظر في هذه العادة.
بيد أن المشكلة تتجاوز ترمب. إذ يعلم من يعيشون في الولايات المتحدة من خلال تجربتهم المباشرة أن المؤسسات الديمقراطية في أميركا تدهورت بشكل ملحوظ على مدار العقود القليلة الماضية، وربما بدءا من ستينيات القرن العشرين، عندما بدأ الأميركيون يفقدون الثقة في مؤسساتهم السياسية. فقد أصبحت السياسة الأميركية على نحو متزايد فاسدة ومستهزئة ومنفصلة عن الرأي العام. وترمب مجرد عَرَض، وإن كان عَرَضا صادما وخطيرا، لهذه الوعكة السياسية العميقة.
To continue reading, register now.
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
With elevated global inflation likely to persist for some time, the prospect of competitive exchange-rate appreciations is looming larger. Instead of a race to the bottom in the currency market, there may be a scramble to the top – and poorer countries will likely suffer the most.
warns that a series of competitive exchange-rate appreciations would hurt poorer economies the most.
Neither the invasion of Ukraine nor the deepening cold war between the West and China came out of the blue. The world has been increasingly engaged over the past half-decade, or longer, in a struggle between two diametrically opposed systems of governance: open society and closed society.
frames the war in Ukraine as the latest battle for open-society ideals – one that implicates China as well.
Shlomo Ben-Ami
highlights the lessons countries like China and Iran are drawing from Vladimir Putin’s aggression, offers advice to Ukrainian peace negotiators, and considers the wisdom of Finland and Sweden's NATO membership.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free and requires only your email address.
نيويورك ــ كان هذيان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في عام 2015 نتاجا لجهله ونرجسيته جزئيا. ولكن هذا الهذيان يمثل أيضا شيئا آخر. فهو انعكاس للفساد العميق الذي يعيب النظام السياسي في الولايات المتحدة، التي لم تعد وفقا لتقييم حديث "ديمقراطية كاملة". فقد أصبحت السياسة الأميركية أشبه بلعبة تديرها مصالح الشركات القوية: خفض الضرائب لصالح الأغنياء، وإلغاء القواعد التنظيمية لصالح كبار ملوثي البيئة، وحروب وانحباس حراري كوكبي لبقية العالَم.
في الأسبوع الماضي، بذلت ست دول من مجموعة الدول السبع الكبرى جهدا شاقا لإقناع ترمب بقضية تغير المناخ، ولكن ترمب قاوم بشدة. اعتاد الأوروبيون واليابانيون على التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفا في قضايا أساسية. وبعد وصول ترمب إلى السلطة، بات لزاما عليهم أن يعيدوا النظر في هذه العادة.
بيد أن المشكلة تتجاوز ترمب. إذ يعلم من يعيشون في الولايات المتحدة من خلال تجربتهم المباشرة أن المؤسسات الديمقراطية في أميركا تدهورت بشكل ملحوظ على مدار العقود القليلة الماضية، وربما بدءا من ستينيات القرن العشرين، عندما بدأ الأميركيون يفقدون الثقة في مؤسساتهم السياسية. فقد أصبحت السياسة الأميركية على نحو متزايد فاسدة ومستهزئة ومنفصلة عن الرأي العام. وترمب مجرد عَرَض، وإن كان عَرَضا صادما وخطيرا، لهذه الوعكة السياسية العميقة.
To continue reading, register now.
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
orSubscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Already have an account? Log in