james160_ NIKLAS HALLE'NAFPGetty Images_boris johnosn Niklas Halle'n/AFP/Getty Images

نهاية التيار المُحافظ الأنجلو-أمريكي

برينستون ـ بطريقة مماثلة بشكل ملحوظ - وفي الوقت نفسه تقريبًا - قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعملية بريكسيت بتدمير التيار المحافظ عبر المحيط الأطلسي. في حين أن جذور التوجه المحافظ الأمريكية حديثة وسطحية إلى حد ما، فاٍن التيار المحافظ البريطاني هو نتاج تقليد فكري قديم وغني، مما يجعل زواله أكثر إثارة للدهشة.  

كان المحافظون القدماء يُعارضون التغييرات الجذرية، لكنهم أدركوا الحاجة إلى التكيف مع الأحداث الجديدة والأفضليات المُتغيرة. لقد فضٌلوا إتباع نهج تدريجي للإصلاح ورفضوا التغيرات المؤسسية الواسعة النطاق، بحجة أنه من الصعب للغاية السيطرة على التغييرات الجذرية. كان المحافظون براغماتيون، ولم يعطوا وعود الإصلاحات السحرية لأي مشكلة. 

وفقًا لهذه النظرة إلى العالم، من الممكن دائما تنفيذ إصلاحات كبرى. ولكن يجب التعامل معها بطريقة يمكن من خلالها تقييم نتائجها، والتخلي عنها إذا لزم الأمر. هذا هو عكس التطرف، الذي يرفض العمل التدريجي ويعتبر أي فشل في الإصلاحات دليلاً ليس على أي أخطاء ارتُكبت، وإنما على التخطيط غير الكافي في تنفيذها.

https://prosyn.org/8DJ5u6rar