Marc Jongen Robin Krahl/ Creative Commons

التحدث إلى اليمين المتطرف

نيويورك ــ يشترك العديد من الشعبويين اليمينيين في شكل غريب من أشكال رثاء الذات: الشعور بكونهم ضحية وسائل الإعلام الليبرالية، والأكاديميين، والمفكرين، و"الخبراء" ــ باختصار من قِبَل ما يسمى بالنخب. ويعلن الشعبويون أن النخب الليبرالية تحكم العالم وتهمين على الوطنيين العاديين وسط أجواء من الازدراء المتغطرس.

وهذه في نواح كثيرة رؤية عتيقة. فلم يَعُد الليبراليون أو اليساريون يهيمنون على السياسة. وقبل فترة طويلة توارى النفوذ الذي كانت تتمتع به ذات يوم صحف يسار الوسط الكبرى، مثل نيويورك تايمز، وذلك بفِعل مضيفي الحوارات الإذاعية، ومحطات تلفزيون الكابل اليمينية، وصحف التابلويد (التي يملكها إلى حد كبير روبرت مردوخ في العالم الناطق باللغة الإنجليزية)، ووسائط التواصل الاجتماعي.

ولكن النفوذ ليس كمثل الحظوة والمكانة. فلا تزال الصحف الكبرى، مثلها في ذلك كمثل الجامعات الكبرى، تتمتع بمكانة أعلى من الصحافة الأكثر شعبية، وينطبق الشيء نفسه على التعليم العالي. وتفتقر صحيفة "صن" أو صحيفة "بيلد" إلى الاحترام الذي تحظى به صحف مثل فاينانشال تايمز أو فرانكفورتر العامة، ولا تستطيع الكليات الإنجيلية في المناطق الريفية في الولايات المتحدة أن تنافس هارفارد أو ييل.

https://prosyn.org/UZRmfzHar