rogoff246_Michael M. SantiagoGetty Images_nyse Michael M. Santiago/Getty Images

ماذا وراء انفصال سوق الأسهم الأميركية؟

كمبريدج ــ يبدو أن انفصالا غريبا حدث بين سوق الأوراق المالية المندفعة في الولايات المتحدة والحالة المحزنة التي تعيشها السياسة الأميركية. يُـشـاع أن وينستون تشرشل قال مازحا: "الأميركيون يفعلون دائما الشيء الصحيح، بعد أن يكونوا جربوا كل شيء آخر". لكن في ضوء المباراة الثأرية الوشيكة بين جو بايدن ودونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام، تحتاج ملاحظة تشرشل إلى تعديل: فالأوقع أن تكون "من الواضح أن الأميركيين لا يفعلون الشيء الصحيح إلا بعد تجربة كل شيء آخر مرتين".

تُـرى ما الذي يفسر هذا الانفصال بين ازدهار سوق الأوراق المالية والأزمة التي تواجه الديمقراطية الأميركية؟ ربما تعتقد السوق ببساطة أن رئيس الولايات المتحدة يتمتع بنفوذ محدود على الاقتصاد المحلي، على الأقل في الأمد القريب. أو ربما يتصور المستثمرون أن الذكاء الاصطناعي قادر عل إخضاع كل شيء.

لكن هذا التفسير يتجاهل العواقب البعيدة الأمد المترتبة على قرارات السياسة المحتملة مثل التراجع عن التجارة الحرة (وهي المنطقة التي يبدو أن بايدن وترمب عازمان فيها على التفوق على بعضهما بعضا)، وحث بنك الاحتياطي الفيدرالي على تحويل تركيزه بعيدا عن التضخم، والاستمرار على مسار الديون غير المستدام. وعندما يتعلق الأمر بالهجرة، وهي مصدر قلق كبير للناخبين، فإن القيود التي فرضها ترمب من شأنها أن تعرقل هجرة أصحاب المهارات العالية، في حين تخلو سياسة الحدود المفتوحة التي ينتهجها بايدن من أي منطق معقول.

https://prosyn.org/xviqbFyar