rogoff236_Wang GangVCG via Getty Images_china Wang Gang/VCG via Getty Images

أميركا الجنوبية بقعة عمياء في سياسة بايدن

كمبريدج ــ على مدار السنوات القليلة الأخيرة، عملت الصين على توسيع تواجدها الاقتصادي بشكل كبير في أميركا الجنوبية، لتتجاوز الولايات المتحدة باعتبارها الشريك التجاري الأكبر للقارة. على الرغم من الالتزام القوي من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن بمقاومة طموحات الصين الجيوسياسية، فقد تغافل إلى حد كبير عن حضورها المتنامي في جواره. هذا أمر محير ومقلق، وخاصة بسبب الدور الحاسم الذي تضطلع به أميركا الجنوبية في مكافحة تغير المناخ.

في وقت سابق من شهر إبريل/نيسان، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الولايات المتحدة إلى التوقف عن "تشجيع" الحرب في أوكرانيا. كان تصريحه أحدث مثال على تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ــ وفشل إدارة بايدن في معالجة الأمر.

الواقع أن جهل الأميركيين بأميركا الجنوبية مبتذل إلى حد كبير. في عام 1982، بعد جولة قام بها في المنطقة، قال الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريجان في تصريح شهير إنه "فوجئ" باكتشاف أن أميركا الجنوبية تتألف من عِـدة دول مستقلة. عَـكَـسَ تعليقه افتقارا واسع الانتشار إلى المعرفة حول قارة متنوعة يبلغ عدد سكان بلدانها مجتمعة 430 مليون نسمة. مع تمتعها بوفرة من الرواسب المعدنية، والأراضي الزراعية الشاسعة، وأكثر من نصف الغابات الاستوائية المطيرة المتبقية في العالَـم، ليس من المستغرب أن تُـبدي الصين اهتماما شديدا بأميركا الجنوبية.

https://prosyn.org/5y5PsB0ar