177f550346f86f0c07f45f03_pa2387c.jpg

أوروبا والكابوس المقبل

كمبريدج ــ وكأن التداعيات الاقتصادية المرتبطة بعجز اليونان الكامل عن سداد ديونها لم يكن مروعاً بالقدر الكافي، فيبدو من الواضح الآن أن العواقب السياسية قد تكون أسوأ وأضل سبيلا. إن تفكك منطقة اليورو بشكل فوضوي من شأنه أن يؤدي إلى إلحاق الضرر على نحو لا يمكن إصلاحه بمشروع التكامل الأوروبي، الذي شكل الركيزة الأساسية للاستقرار السياسي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فهو لن يؤدي إلى زعزعة استقرار البلدان المثقلة بالديون على أطراف أوروبا فحسب، بل وأيضاً البلدان الأساسية مثل فرنسا وألمانيا، التي أسست للمشروع الأوروبي.

وقد يكون الكابوس الذي لا يقل ترويعاً أن ينتصر التطرف السياسي على غرار ما حدث في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث كانت الفاشية والنازية والشيوعية نتاجاً لردود الفعل المناهضة للعولمة التي ظلت تتراكم منذ نهاية القرن التاسع عشر، والتي تغذت على هموم الفئات المحرومة التي شعرت بالتهديد والحرمان من حقوقها من قِبَل قوى السوق المتوسعة والنخب العالمية.

آنذاك، كانت أمور مثل التجارة الحرة ومعيار الذهب سبباً في التقليل من أهمية الأولويات المحلية مثل الإصلاح الاجتماعي، وبناء الدولة، وترسيخ الثقافات. ولم تكن الأزمة الاقتصادية وفشل التعاون الدولي من الأسباب التي أدت إلى تقويض العولمة فحسب، بل وأيضاً النخب التي كانت تناصر النظام القائم.

https://prosyn.org/5GIVpGmar