benami158_HUSSEIN FALEHAFP via Getty Images_iraqprotestfireflag Hussein Faleh/AFP via Getty Images

لا تنتظروا ربيعا عربيا آخر

تل أبيب ــ "شبح يطارد العالم الغني. إنه شبح عدم القابلية للحكم": هكذا بدأ المقال الافتتاحي في مجلة الإيكونيميست في وقت سابق من هذا العام، في إعادة صياغة للسطر الافتتاحي في البيان الشيوعي. لكن ليس الغرب وحده الذي يتصارع مع عدم القابلية للحكم. ففي مختلف أنحاء العالم العربي، أوضح المحتجون أنهم لن يقبلوا الخضوع للحكم إلى أن يسلم قادتهم الحكم الصالح.

الواقع أن الأسباب المباشرة التي أشعلت شرارة الاحتجاجات تتفاوت من بلد إلى آخر. ففي الجزائر، كان إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لولاية خامسة هو الذي دفع الناس إلى التدفق إلى الشوارع. وفي مِصر، كان تقليص الحكومة لبرنامج دعم الغذاء، الذي يوفر السلع الأساسية مثل الأرز للملايين من المواطنين. وفي إيران، كان السبب زيادة أسعار الوقود التي كانت مدعومة بدرجة كبيرة سابقا بنسبة 50%؛ وفي السودان، كان السبب راجعا إلى الأسعار المرتفعة ونقص الخبز؛ وفي لبنان، كان السبب الضريبة المقترحة على المكالمات الصوتية على تطبيقات مثل واتساب.

لكن هذه الشرارات لم تتسبب في إشعال حرائق ضخمة إلا بفضل قدر كبير من التهييج وصب الزيت على النار. فحتى بعد استقالة بوتفليقة، وإعادة تسجيل 1.8 مليون شخص في برنامج دعم الغذاء في مِصر، وإلغاء الضريبة على الواتساب في لبنان، اندلعت الاحتجاجات.

https://prosyn.org/2gt2Zbrar