mueller47_VLADIMIR SIMICEKAFP via Getty Images_robertfico Vladimir Simicek/AFP via Getty Images

الديمقراطيات لم "تتراجع""

برينستون ــ يبدو أن عام 2023 سيكون عاما كئيبًا آخر للديمقراطية. لقد حدثت عدة انقلابات في أفريقيا كما شهدت تونس ــ التي وُصفت ولفترة طويلة بإنها قصة النجاح الديمقراطي الوحيدة في الربيع العربي ــ ترسيخ نظام استبدادي (كاره للأجانب)، ويبدو أن دونالد ترامب في طريقه لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024.

إن الكيفية التي نصف بها مثل هذه التطورات مهمة، ففي نهاية المطاف فإن هناك عواقب للكلمات. إن من المؤسف أن جزء من اللغة المستخدمة لتحليل الركود الديمقراطي العالمي يعطي انطباعًا خاطئًا تمامًا، ويُعَد مصطلح "التراجع" ــ الذي ساهم في خلق حالة من السلبية الغريبة بين القوى المؤيدة للديمقراطية ــ مثالاً واضحاً على ذلك.

إن العالم لا يشهد عودة الى بعض الأنظمة المألوفة من الماضي، ولا حتى نحو ديناميكية وظروف شهدناها من قبل ونستطيع أن نفهمها بسهولة. لقد كانت الحكمة التقليدية ولفترة طويلة هي أنه على الرغم من أن الأنظمة الديمقراطية ترتكب الأخطاء، فإنها تتعلم أيضاً من تلك العثرات وتتكيف وفقاً لذلك ــ وهي السمة التي تميزها عن كل الأنظمة السياسية الأخرى. لكن المستبدين أظهروا الآن أنهم أيضا قادرون على التكيف والتعلم من أخطائهم وأخطاء أسلافهم وأقرانهم.

https://prosyn.org/5dYKhujar