elgamal1_ GIUSEPPE CACACEAFPGetty Images_arab league GIUSEPPE CACACE/AFPGetty Images

هل ماتت الوحدة العربية؟

بيروت ــ تاريخيا، قامت مهمة تعزيز تعددية الأطراف في الشرق الأوسط على عاتق مؤسستين هما: الجامعة العربية، التي تمثل تحالفا واسعا للتعاون بشأن القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية؛ ومجلس التعاون الخليجي، الذي يهتم بالمسائل الاقتصادية في المقام الأول. ورغم التباينات في تاريخ المؤسستين ومحط تركيزهما وطبيعة عضويتهما، كان الهدف من إنشاء كلتيهما أن تكونا أداتين لضمان الوحدة العريبة حول القضايا المهمة والحاسمة ــ مثل مواجهة إسرائيل ــ وتجنب وقوع نزاعات بين الدول الأعضاء.

ظل النزاع العربي الإسرائيلي يحشد الدول العربية على مدى عقود حول قضية مشتركة وهي دعم قيام الدولة الفلسطينية. لكن منذ انتفاضات الربيع العربي التي وقعت في 2011، برزت إلى الواجهة ثلاث قضايا أكثر إثارة للخلاف والشقاق وهي: التهديد المُتصوَّر المتمثل في إيران، وانتشار الإرهاب الإقليمي، وصعود الإسلام السياسي (أو النزعة الإسلامية السياسية).

أفضت تلك التطورات إلى تمزيق الأحلاف التقليدية وخلق نماذج أكثر انسيابية من التعاون متعدد الأطراف في الإقليم. ومن المتوقع أن تعزز سياسيات الغرب الحالية ــ خاصة سياسة الولايات المتحدة ــ تجاه الشرق الأوسط هذه النزعة.

https://prosyn.org/73RK8Dear