leonard33_THIERRY ROGE_AFP_Getty Images THIERRY ROGE/AFP/Getty Images

أوروبا لنفسها

برلين – دونالد ترامب هو أول رئيس أمريكي يظن أن النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يحد من مصالح هذه الاخيرة. ورغم أن النظام الحالي يصب في مصلحة الولايات المتحدة الامريكية، فترامب مقتنع أن  الصين هي من يستفيد من هذا النظام أكثر. وخوفا من ان يكون نجاح الصين قطبا آخر للقوة العالمية، أطلق ترامب مشروعا  يهدف من خلاله إلى تدمير النظام القديم بشكل مبدع وخلق نظام جديد يناسب الولايات المتحدة أكثر من قبل.

ويسعى ترامب إلى تحقيق هذا المبتغى من خلال  إقامة علاقات ثنائية مع الدول، وبالتالي، التفاوض انطلاقا من موقف القوة على الدوام.  فقد أبان ترامب عن ازدراءه للحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الامريكية، الذين يتهمهم بالانتهازية، وعرقلة محاولاته للفوز بالمركز الأول. وعلاوة على ذلك، لا يستطيع ترامب تحمل المنظمات المتعددة الاطراف التي تدعم الدول الأصغر والأضعف ضد الولايات المتحدة الامريكية.  

 وتمجيدا ا لاستراتيجية "أمريكا أولا"، أمضى ترامب فترته الرئاسية في ازدراء  مؤسسات مثل منظمة التجارة العالمية، والتخلي عن اتفاقيات متعددة الأطراف مثل  الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، واتفاق إيران النووي، واتفاق المناخ بباريس.  ولان ترامب استطاع الدخول بسرعة في مشاجرات جديدة، حاولت  دول أخرى بجهد التأقلم  مع هذا الوضع، فما بالك تشكيل تحالفات قوية ضده.

https://prosyn.org/MQ3VupHar