ملبورن ــ في إحدى أمسيات ربيع عام 1997، عندما كنت باحثاً في مجال الصحة الذهنية في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، كنت أتناقش مع زوجتي بيتي كيتشنر، الممرضة المسجلة التي كانت تقوم بتدريس الإسعافات الأولية لمنظمة الصليب الأحمر في أوقات فراغها، حول عدم كفاية التدريب على الإسعافات الأولية التقليدية. فمثل هذه الدورات تهمل عادة حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة الذهنية، وهذا من شأنه أن يجعل العاملين في هذا المجال غير مجهزين بالشكل اللائق لمساعدة أشخاص يعانون من أفكار انتحارية، أو نوبات فزع، أو إجهاد ما بعد الصدمة، أو التأثيرات المترتبة على اساءة استخدام الكحول أو المخدرات، أو نقص القدرة على إدراك الواقع.
وقد تعرفت بيتي بشكل شخصي على العواقب المحتملة التي قد تترتب على الافتقار إلى هذه المعارف. فعندما كان عمرها خمسة عشر عاما، أصيبت بنوبة من الاكتئاب الحاد الذي بلغ ذروته بمحاولة الانتحار. ولكن أسرتها ومعلميها فشلوا في التعرف على المشكلة، لذا فإنها لم تتلق أي دعم أو مساعدة مهنية. وكان هذا الافتقار إلى العلاج المبكر سبباً في إضعاف تعافيها، واستمرت في المعاناة من نوبات الاكتئاب طيلة حياتها.
ومن أجل المساعدة في ضمان عدم اضطرار المزيد من الناس للمعاناة وحدهم كما حدث لزوجتي بيتي فقد صممنا على إنشاء دورة تدريبية في الإسعافات الأولية في مجال الصحة الذهنية في مجتمعنا المحلي. وبعد ثلاثة أعوام، عندما خفضت بيتي من ساعات عملها المدفوع من أجل تطوير تدريب المساعدات الأولية للصحة الذهنية، أصبح بوسعنا أخيراً إطلاق الدورة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
With recent landmark legislation to support decarbonization and innovation, the United States is making up for lost time after its failed 40-year experiment with neoliberalism. But if it is serious about embracing a new paradigm, it will need to do more to help bring the rest of the world along.
explains how to minimize the political risks of new spending packages in the US and Europe.
What would a second Donald Trump presidency mean for US foreign policy and the world? While the man himself is unpredictable, his first term and his behavior since losing re-election in 2020 offer plenty of clues, none of which will be comforting to America's allies.
considers the implications of the 2024 presidential election for America's foreign policy and global standing.
ملبورن ــ في إحدى أمسيات ربيع عام 1997، عندما كنت باحثاً في مجال الصحة الذهنية في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، كنت أتناقش مع زوجتي بيتي كيتشنر، الممرضة المسجلة التي كانت تقوم بتدريس الإسعافات الأولية لمنظمة الصليب الأحمر في أوقات فراغها، حول عدم كفاية التدريب على الإسعافات الأولية التقليدية. فمثل هذه الدورات تهمل عادة حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة الذهنية، وهذا من شأنه أن يجعل العاملين في هذا المجال غير مجهزين بالشكل اللائق لمساعدة أشخاص يعانون من أفكار انتحارية، أو نوبات فزع، أو إجهاد ما بعد الصدمة، أو التأثيرات المترتبة على اساءة استخدام الكحول أو المخدرات، أو نقص القدرة على إدراك الواقع.
وقد تعرفت بيتي بشكل شخصي على العواقب المحتملة التي قد تترتب على الافتقار إلى هذه المعارف. فعندما كان عمرها خمسة عشر عاما، أصيبت بنوبة من الاكتئاب الحاد الذي بلغ ذروته بمحاولة الانتحار. ولكن أسرتها ومعلميها فشلوا في التعرف على المشكلة، لذا فإنها لم تتلق أي دعم أو مساعدة مهنية. وكان هذا الافتقار إلى العلاج المبكر سبباً في إضعاف تعافيها، واستمرت في المعاناة من نوبات الاكتئاب طيلة حياتها.
ومن أجل المساعدة في ضمان عدم اضطرار المزيد من الناس للمعاناة وحدهم كما حدث لزوجتي بيتي فقد صممنا على إنشاء دورة تدريبية في الإسعافات الأولية في مجال الصحة الذهنية في مجتمعنا المحلي. وبعد ثلاثة أعوام، عندما خفضت بيتي من ساعات عملها المدفوع من أجل تطوير تدريب المساعدات الأولية للصحة الذهنية، أصبح بوسعنا أخيراً إطلاق الدورة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in