james204_Win McNameeGetty Images_musk Win McNameeGetty Images

التكنولوجيا لي وليست لك

برينستون- تعتمد الرأسمالية على المنافسة. ومع ذلك، غالبا ما يُنتهك هذا المبدأ الأساسي على أرض الواقع، لأنه من الطبيعي أن يسعى الرأسماليون الطموحون إلى القضاء على المنافسة وتأمين مركز قيادي لهم في السوق يُمَكنهم من إبعاد المنافسين المحتملين. إن النجاح، في هذا الإطار، يمكن أن يجعلك غنيًا ويرسخ مكانتك كمتبصر؛ ولكن يمكنه أيضًا أن يزرع مشاعر الخوف والحقد اتجاهك.

لذا، فإن الصين- التي يمكن القول أنها واحدة من أنجح اقتصادات السوق في القرن الحادي والعشرين- تشن حربًا ضد شركاتها التكنولوجية العملاقة، لاسيما عن طريق "إبعاد" المؤسس المشارك لمجموعة علي بابا، جاك ما، عن الساحة العامة، بعد أن انتقد المراقبين الماليين في الصين. وفي الوقت نفسه، يركز الأوروبيون الذين ينتابهم قلق شديد إزاء افتقارهم إلى قطاع تكنولوجي كبير خاص بهم، على فرض سياسات المنافسة (مكافحة الاحتكار) للحد من قوة الشركات العملاقة مثل "غوغل" و"أبل". وفي الولايات المتحدة، أصبح ولاء شركات التكنولوجيا العملاقة للتيارات السياسية (لكل من اليسار الذي يتبع إيديولوجية "الووك" واليمين الذي يعتمد سياسة "الحبة الحمراء") نقاطاً محورية في الحروب الثقافية المدمرة في البلاد.

ومن الطبيعي أن يقلق المرء بشأن قوة السوق والتأثير السياسي لمثل هذه الشركات الضخمة- والمهمة للغاية. فهذه شركات يمكنها أن تقرر بمفردها مصير العديد من البلدان الصغرى بل حتى المتوسطة الحجم. والكثير من الحديث بشأن تأثير الشركات يتسم بطابع أكاديمي إلى حد ما. ولكن الأمر ليس كذلك في أوكرانيا، حيث كان لتكنولوجيا القطاع الخاص دورًا حاسمًا في ساحة المعركة خلال العام الماضي.

https://prosyn.org/m60OTg4ar