far right rally torches SERGEI SUPINSKY/AFP/Getty Images

الصراع العالمي في عصر جديد من السياسات المتطرفة

تل أبيب- وصف المؤرخ الراحل إيريك هوبسباوم القرن العشرين ب "عصر السياسات المتطرفة"، حيث أدت اشتراكية الدولة إلى الحكم بالأشغال الشاقة على مرتكبي الجرائم، وأدت الرأسمالية الحرة إلى كساد اقتصادي دوري؛ وأدت القومية إلى حربين عالميتين. ثم تنبأ بان المستقبل سيكون امتدادا للماضي والحاضر، وسيتسم ب"سياسات عنيفة وتغيرات سياسية عنيفة" و"بالتوزيع الاجتماعي، وليس بالنمو".

وقد لا يعيد التاريخ نفسه، لكنه كثيرا ما يتوافق معه. وأكيد أن تصريح رئيسة وزراء بريطانيا سابقا بأنه " لاوجود لشيء اسمه مجتمع"، بل فقط " أفراد من الرجال والنساء"، يتوافق مع وجهة نظر العالم المسببة للخلاف، وسلوك خدمة المصالح الشخصية الذي يتسم به الدهماء الشعبويون الحاليون.

واليوم، وعلى غرار القرن العشرين، تمزق القومية المجتمعات إلى اشلاء، وتقسم بين من كانوا حلفاء في قت سابق عن طريق إشعال فتنة العداء اتجاه "الآخر"، وتبرير الحواجز المادية والقانونية الحمائية. وتستعد القوى العالمية  العظمى من جديد لخوض حرب باردة على نطاق واسع، إذ تهيئ نفسها نفسيا ، إذا لم نقل عسكريا، للمواجهة.

https://prosyn.org/Fq40L6jar