eichengreen133_gettyimages_thumbsdownkeyboard Getty Images

هل تولد الليبرا جهيضة؟

شيكاغو ــ يبدو أن "العملة الرقمية المستقرة" التي تصدرها شركة فيسبوك تحت مسمى "ليبرا" بدأت تتهاوى مع انسحاب باي بال، وفيزا، وماستر كارد، وسترايب، وئي باي، وميركادو باجو كرعاة محتملين لها. وليس هذا بالتطور المفاجئ، نظرا للوعي المتزايد بالتأثيرات الضارة المحتملة التي قد تترتب على استخدام الليبرا. إذا وفرت عملة الليبرا السرية لمستخدميها، فإنها ستتحول إلى منصة للتهرب من الضرائب، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب. من ناحية أخرى، إذا كانت سبل حماية الخصوصية المعمول بها في إدارة هذه العملة متساهلة، فإنها بهذا تمنح شركة فيسبوك القدرة على الوصول إلى التفاصيل المالية الأشد خصوصية للمستخدمين.

ثم هناك المخاطر التي تفرضها الليبرا على الاستقرار الاقتصادي والمالي. فبرغم أن عُملة فيسبوك المستقرة ستكون مدعومة بحافظة من "الأصول المنخفضة التقلبات"، فإن كل من عايش أزمة 2008 المالية العالمية يدرك أن التقلبات المنخفضة هي في حقيقة الأمر حالة ذهنية أكثر من كونها سِمة حقيقة تميز أصلا بعينه. فإذا انخفضت أسعار السندات في الحافظة الاحتياطية استجابة للارتفاع غير المتوقع في أسعار الفائدة، على سبيل المثال، فإن هذه السندات ربما تصبح غير كافية لإعادة شراء كل المطروح للتداول من عُملة الليبرا. عند هذه المرحلة، يصبح الاحتياطي عُرضة لما يعادل التهافت على سحب الودائع من البنوك. ولأن الليبرا تعمل عمل السلطة النقدية، فلن يتوفر مقرض الملاذ الأخير.

ربما تعمل الليبرا أيضا على تقويض القدرة على تثبيت استقرار السياسات النقدية والتنظيمية. فإذا تحول سكان بلد ما بعيدا عن عملته الوطنية، فسوف تضعف أو تتعطل قدرة سياسات البنك المركزي على تحديد أسعار الفائدة. لتقدير حجم العواقب، ما علينا إلا أن ننظر إلى تاريخ الدولرة المالية الطويل التعس في الأرجنتين.

https://prosyn.org/YqjNZ44ar