Making choice Juanmonino/Getty Images

الهوية الأخلاقية للإنسان الاقتصادي

كمبريدج ــ تُرى لماذا يدلي الناس بأصواتهم، ما دام القيام بذلك مكلفا ومن غير المحتمل أن يؤثر على النتيجة؟ ولماذا يبذل الناس جهودا تتجاوز المطلوب منهم في أداء وظائفهم؟

يشير كتابان حديثان ــ كتاب "اقتصاد الهوية"، من تأليف جورج أكيرلوف الحائز على جائزة نوبل وراشيل كرانتون، وكتاب "الاقتصاد الأخلاقي" من تأليف سام باولز ــ إلى أن ثورة هادئة تتحدى الأسس التي يقوم عليها العلِم الكئيب، وتعد بإحداث تغييرات جذرية في الطريقة التي ننظر بها إلى العديد من جوانب المنظمات، والسياسة العامة، بل وحتى الحياة الاجتماعية. وكما كانت الحال مع ظهور الاقتصاد السلوكي (الذي يضم بالفعل ستة من الحائزين على جائزة نوبل بين قادته)، تنبع هذه الثورة من علِم النفس. ولكن في حين يعتمد الاقتصاد السلوكي على علم النفس الإدراكي، فإن جذور هذه الثورة تمتد إلى علم النفس الأخلاقي.

كما هي الحال مع أغلب الثورات، لم تندلع هذه الثورة لأن نظرية قديمة جميلة، كما خَـمَّن توماس هوكسلي، قُتِلَت بسبب ظهور حقائق جديدة بغيضة. فقد كانت الحقائق البغيضة واضحة لبعض الوقت، ولكن الناس من غير الممكن أن يهجروا إطارا ذهنيا ما لم يكن إطار آخر قادرا على الحلول مكانه: ففي نهاية المطاف، لا تُقتَل النظريات القديمة الجميلة إلا بواسطة نظرية جديدة أكثر قوة.

https://prosyn.org/y8Z92IVar