anheier24_ TOBIAS SCHWARZAFP via Getty Images_scholzlindnerhabeck Tobias Schwarz/AFP via Getty Images

ألمانيا تعيش حالة من فتور الـهِـمّـة

برلين ــ ذات يوم كان كثيرون يتصورون أن ألمانيا منزهة عن الخطأ: فقد كان الاقتصاد قويا، والبطالة منخفضة، وكانت استراتيجيتها في ضبط الأوضاع المالية ناجحة. وعمل الإجماع السياسي العريض على توفير الاستقرار، ولم يكن المجتمع الألماني يعاني من انقسامات عميقة. وكما يقول الشعار الذي استخدمته المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في حملتها الانتخابية عام 2017، كانت ألمانيا "دولة نعيش فيها بـيُـسر وسعادة".

مع اقتراب العام من نهايته، يبدو شعار ميركل، الذي نسيه حتى حزبها، محض أماني. الرأي السائد الآن هو أن ألمانيا لم تعد قادرة على إنجاز أي شيء ــ أو على الأقل الأمور المهمة ــ على النحو الصحيح. يتسم المزاج العام في ألمانيا بالضجر والتشاؤم: إذ يعتقد 46% من الألمان أن أحوالهم ستكون أسوأ في غضون عشر سنوات. في نهاية عام 2022، كان 28% فقط من الألمان متفائلين بعام 2023، وهي الاستجابة الأكثر سلبية منذ عام 1951.

وكانوا على حق: فقد تبين أن 2023 كان عاما كئيبا بالنسبة لألمانيا. كان الاقتصاد يشهد ركودا معتدلا ولكنه مستمر، كما أن آفاق عام 2024 تأتي قاتمة بذات القدر. حيث تسببت أزمة الميزانية الحادة التي ظلت دون حل لفترة طويلة في إصابة الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات بالشلل، واستشرى الاقتتال الداخلي بين شركاء الائتلاف الثلاثة، وتوقفت أغلب جهود الإصلاح حاليا أو نُـبِـذَت. لا عجب أن "Krisenmodus" (وضع الأزمة) كانت الكلمة الألمانية الأشهر لهذا العام.

https://prosyn.org/oDpZmSTar