leonard38_Michael Kappelerpicture alliance via Getty Images_merkel macron Michael Kappeler/picture alliance via Getty Images

النزاع الفرنسي الألماني المقبل

برلين ــ يبدو أن سياسة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي تنزلق بسرعة إلى الفوضى. فالاتحاد الأوروبي يتفكك إلى قبائل شمالية، وأخرى جنوبية، وشرقية، وغربية. والآن، بات الزواج الفرنسي الألماني في قلب المشروع الأوروبي معرضا لخطر الانهيار.

في مايو/أيار 2017، عندما التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون للمرة الأولى، كان كثيرون يأملون في تجديد العهود. وكانت الحشود من ذوي الميول المؤيدة لأوروبا تستحث الزعيمان وتدفعهما إلى الأمام. وبدا أن ماكرون، الإصلاحي ذا الوجه الجديد، يتمتع بلمسة سياسية أشبه بلمسة ميداس الأسطوري الذي كان كل ما تلمسه يده يتحول إلى ذهب. وكانت ميركل في أوج قوتها على الساحة الدولية بعد اعتبارها "زعيمة العالَم الحر" الجديدة، في محل "العبقري الشديد الرسوخ" في البيت الأبيض، دونالد ترمب.

نقلا عن الكاتب الألماني هيرمان هيس، لاحظت ميركل أن "كل بداية لا تخلو من سحر"، لكنها أضافت محذرة: "السحر لا يدوم إلا عندما تكون هناك نتائج". وبعد مرور ثمانية عشر شهرا، لم يدم السحر قطعا. فالآن، سلمت ميركل قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ولن تسعى للحصول على فترة ولاية أخرى كمستشارة. أما ماكرون، فلم يعد قادرا على استعراض قدراته على المشي على الماء، بل بات يحاول أن لا يغرق في بحر من المحتجين من ذوي السترات الصفراء.

https://prosyn.org/j1cUrRlar