boskin72_Spencer PlattGetty Images_store closed Spencer Platt/Getty Images

بأي شيء نضاهي الركود الذي جلبته الجائحة؟

ستانفورد ــ يبدو أن الركود العميق غير المسبوق تاريخيا الذي أحدثته جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) تجاوز مرحلة الأزمة في أغلب البلدان. لكن التوقعات الرسمية والخاصة الحالية، إذا صحت، تشير ضمنا إلى أن أغلب الاقتصادات لن تعود إلى ذروات الأداء السابقة قبل أواخر عام 2022. يتوقف قدر كبير من الأمر ليس فقط على تطور الجائحة ونشر العلاجات واللقاح بطريقة فعّالة، بل وأيضا على السياسات النقدية والمالية والتجارية والتنظيمية المتبعة. وعلى هذا، يقوم صناع السياسات والمعلقون بفحص الأحداث السابقة بحثا عن استجابة فعّـالة.

تتباين جميع فترات الركود من حيث السبب المباشر الذي أدى إلى حدوثها. جاءت العديد من فترات الركود بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة في أعقاب فترات من تشديد السياسة النقدية من قِـبَـل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للسيطرة على التضخم المتزايد الارتفاع. أتى الركود العميق في الفترة من 1973 إلى 1975، ثم الركود الذ تلاه خلال الفترة من 1981 إلى 1982، في أعقاب صدمات نفطية ضخمة (عندما كان الاقتصاد يعتمد بشدة على واردات الطاقة أكثر من حاله الآن). وجاءت فترة الركود في عام 2001 بعد انفجار فقاعة الدوت كوم.

على النقيض من هذا، كان الركود العظيم في أميركا في الفترة بين 2008 إلى 2009 راجعا إلى أزمة أحدثتها المؤسسات المالية المفرطة المديونية. انخرطت الولايات المتحدة في شكل من أشكال الهندسة الاجتماعية المتسلسلة لتمديد قروض الإسكان لأشخاص ما كان من الممكن اعتبارهم مؤهلين لها تقليديا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المساكن ونسب ديون الأسر إلى مستويات غير مستدامة. وتسبب الانحدار اللاحق في أسعار المساكن وانفجار حبس الرهن العقاري والبطالة في إلحاق الضرر الشديد بالطلب الكلي، مما أدى إلى الركود الرئيسي الثالث في فترة ما بعد الحرب.

https://prosyn.org/dwDAgO1ar