737e510446f86f380ed8ae27_jo2234.jpg

الفجر الجديد في كولومبيا

مدريد ـ لقد ظلت كولومبيا لفترة طويلة تطل على العالم في هيئة دولة مدمنة على العنف، وذلك بعد انزلاقها في ستينيات القرن العشرين إلى صراع مسلح طويل ضد المليشيات المسلحة الأشد وحشية على الإطلاق، ووقوعها رهينة لأباطرة المخدرات الذين حولوا المناطق الريفية الشاسعة في البلاد إلى إقطاعيات للجريمة والفظائع التي لا توصف. ولكن الحال تبدلت الآن.

والمفارقة الكولومبية هنا هي أن العنف واقتصاد المخدرات نجحا في التعايش مع واحد من أقدم التقاليد الدستورية وأكثرها أصالة في أميركا اللاتينية. ورغم ذلك فشلت سلسلة طويلة من الرؤساء في حل هذه المفارقة. وكانت إدارة الرئيس ألفارو أوريبي ـ 2002-2010 ـ التي اتسمت بقدر غير عادي من الفعالية هي التي تمكنت من إحداث الفارق في النهاية.

لقد نجح الرئيس أوريبي بثباته الذي لا يتزعزع وإصراره على فرض سياسة "الأمن الديمقراطي" ـ رغم الانتقادات الشديدة المبررة للعيوب التي شابت هذه السياسة من جانب جماعات حقوق الإنسان ـ في تغيير مسار كولومبيا وصورتها الذاتية الوطنية جذريا. فقد تقلصت أعمال العنف بشكل ملموس بعد حل القوات شبه العسكرية المنتمية إلى جناح اليمين، والقضاء على مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية في المعركة وقطع رأس قياداتها. ومنذ عام 2002 انخفض معدل جرائم القتل في كولومبيا إلى النصف تقريباً، بعد أن ظل لأعوام من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم.

https://prosyn.org/OWIOjMYar