emmott29_Ana FernandezSOPA ImagesLightRocket via Getty Images_EUberetwoman Ana Fernandez/SOPA Images/LightRocket via Getty Images

بأي شيء ينبئنا الخروج البريطاني عن الاتحاد الأوروبي

لندن ــ في تطور غريب آخر في ملحمة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، أشار برلمان المملكة المتحدة إلى موافقته على اتفاق الانسحاب الذي توصل إليه رئيس الوزراء بوريس جونسون مع الاتحاد الأوروبي، لكنه قرر أيضا حتمية إجراء انتخابات عامة في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الثاني قبل أن يصبح من الممكن التصديق على الاتفاق أخيرا. وربما نغفر لقادة الاتحاد الأوروبي ابتسامة ساخرة على وجوههم. فرغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المحافظين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أنصار جونسون مع بدء الحملة الانتخابية، فإنها تشير أيضا إلى أن أغلبية واضحة من الناخبين البريطانيين ــ أكبر من تلك التي أيدت "الرحيل" في استفتاء 2016 ــ تفضل في حقيقة الأمر البقاء في الاتحاد الأوروبي.

ولكن ربما ينبغي لقادة الاتحاد الأوروبي أن يخفوا ابتساماتهم. إن أكبر أعداء الاتحاد الأوروبي ليس العداء من جانب المشككين في الاتحاد الأوروبي، بل هو اللامبالاة. فرغم أن استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الاستفتاء على الخروج البريطاني كانت تميل إلى إظهار غالبية تؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي، فإنها وجدت أيضا أن أغلب البريطانيين لا يبالون بالاتحاد الأوروبي على نحو أو آخر. فمسألة الالتحاق بعضوية الاتحاد الأوروبي لم تكن ببساطة قضية ذات أولوية في نظر أغلب الناس. كان المفترض أن الناخبين سيتوجهون نحو الخيار الأقل خطورة ويدعمون البقاء. الواقع أن عدم اكتراثهم جعل السيطرة على الاستفتاء أمرا متاحا لأي من الطرفين.

نتيجة لهذا، كان من المحتمل أن تتسبب أي طوارئ عشوائية أو فعالية الخطاب من قِبَل أي من الجانبين في دفع النتيجة عبر الخط في أي من الاتجاهين. وعلى هذا فقد أصبحت الهجرة قضية قوية بشكل خاص في عام 2016، بسبب الصور التي نشرتها وسائل الإعلام للهجرة الجماعية وتدفقات اللاجئين عبر البحر الأبيض المتوسط والبلقان. ومن منظور حملة "الرحيل"، كان فشل الاتحاد الأوروبي في إدارة الأزمة نعمة كبرى.

https://prosyn.org/3Xe5Dr7ar