stiglitz251_DON-EMMERTAFPGetty-Images_us-democracy

هل تعود الديمقراطية إلى أميركا؟

نيويورك — لفترة طويلة من الزمن، ظلت الولايات المتحدة تعتبر نفسها معقلا للديمقراطية. وقد روجت للديمقراطية في مختلف أنحاء العالَم. فحاربت بتكلفة كبيرة من أجل الديمقراطية ضد الفاشية في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. والآن أصبح الكفاح في الداخل.

كانت أوراق اعتماد أميركا كدولة ديمقراطية مشوبة دوما بعيوب. فقد تأسست الولايات المتحدة بوصفها ديمقراطية تمثيلية، لكن قسما ضئيلا فقط من مواطنيها ــ من أصحاب الأملاك من ذوي البشرة البيضاء غالبا ــ كانوا مؤهلين للإدلاء بأصواتهم. وبعد إلغاء العبودية، كافح الأميركيون من ذوي البشرة البيضاء في الجنوب طوال قرن من الزمن تقريبا لمنع الأميركيين من أصل أفريقي من الإدلاء بأصواتهم، باستخدام ضرائب الاقتراع واختبارات معرفة القراءة والكتابة على سبيل المثال، لجعل الوصول إلى عملية الاقتراع متعذرا على الفقراء. ولم يحصلوا على حق التصويت إلا بعد ما يقرب من نصف قرن من منح النساء حق التصويت في عام 1920.

تقيد الأنظمة الديمقراطية عن حق هيمنة وتسلط الأغلبية، وهذا هو السبب وراء تكريس الديمقراطية لحقوق أساسية لا يمكن إنكارها. ولكن في الولايات المتحدة، انقلب هذا رأسا على عقب. فالآن تهيمن الأقلية على الأغلبية، دون أي قدر يُذكَر من الاعتبار لحقوقهم السياسية والاقتصادية. فغالبية الأميركيين يريدون السيطرة على حمل واستخدام الأسلحة النارية، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وضمان القدرة على الوصول إلى التأمين الصحي، وتحسين الضوابط التنظيمية للبنوك التي جلبت أزمة 2008. ومع ذلك، تبدو كل هذه الأهداف بعيدة المنال.

https://prosyn.org/tof8H0car