bjerde1_ DANIEL SLIMAFP via Getty Images_world bank DANIEL SLIM/AFP via Getty Images

إعادة النظر في التنمية في عصر الأزمات

واشنطن، العاصمة ــ لم يكن التأثير الذي خلفته الأزمات الأخيرة في أي مكان من العالَـم ــ العواقب الاقتصادية المستمرة الناجمة عن جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، والآثار غير المباشرة المترتبة على الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا ــ أشد حِـدّة مما كان عليه في بلدان العالَـم النامي. يكافح الناس في البلدان الفقيرة للتغلب على ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والديون التي لم يعد من الممكن تحملها، في حين لا يزال أطفال المدارس يعانون من ضياع فُـرَص التعلم بسبب الجائحة. وفي عدد كبير من الأماكن، توقف النمو الاقتصادي.

ما يزيد من تفاقم هذه التحديات أن التأثيرات المترتبة على تغير المناخ أصبحت أشد وضوحا، حيث تهدد الفيضانات وموجات الجفاف وفشل المحاصيل حياة البشر وسبل معايشهم. وكما حَـذَّرَت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في أحدث تقرير أصدرته، يتعين على العالَـم أن يتحرك على الفور لدرء بعض العواقب الأكثر مأساوية المترتبة على الانحباس الحراري الكوكبي، والتي من شأنها أن تُـلـحِـق أعظم الضرر بالناس الأشد فقرا وعُـرضة للخطر.

تشكل "الأزمة المتعددة" العالمية تهديدا غير مسبوق للتنمية الاقتصادية. ويتطلب توفير مستقبل أكثر مرونة واستدامة وازدهارا للجميع الآن إعادة تحديد وتعريف أساسيات النمو للتصدي للتهديدات الجديدة العابرة للحدود الوطنية. لقد أصبحت الاستجابة السلسة السريعة، والإبداع، والتعاون الدولي، وشراكات القطاع الخاص أكثر أهمية من أي وقت مضى. ويعمل البنك الدولي، الذي يُـعَـد بالفعل الممول الأكبر للعمل المناخي في البلدان النامية، على تعزيز نموذجه التشغيلي ليصبح قادرا على الاستجابة السريعة لمثل هذه الظروف المتغيرة.

https://prosyn.org/048xX0Qar