nye252_TIMOTHY A. CLARYAFP via Getty Images_elections TIMOTHY A. CLARY/AFP via Getty Images

الـعَـظَـمة الأميركية والانحدار

كمبريدج ــ في حين يعتقد أغلب الأميركيين أن الولايات المتحدة في انحدار، يزعم دونالد ترمب أنه قادر على "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى". لكن افتراض ترمب غير صحيح ببساطة، والعلاجات التي يقترحها هي التي تشكل التهديد الأكبر لأميركا.

الواقع أن الأميركيين لهم تاريخ طويل من القلق بشأن الانحدار. فبعد فترة وجيزة من تأسيس مستعمرة خليج ماساتشوستس في القرن السابع عشر، أعرب بعض البيوريتانيين (المتزمتين) عن أسفهم لخسارة فضيلة سابقة. في القرن الثامن عشر، درس الآباء المؤسسون التاريخ الروماني عندما فكروا في كيفية الحفاظ على جمهورية أمريكية جديدة. وفي القرن التاسع عشر، لاحظ تشارلز ديكنز أنه إذا كان لنا أن نصدق الأميركيين، فإن بلادهم "دوما في كساد، ودوما في ركود، ودوما تعيش أزمة مروعة، ولم تكن قَـط في حال غير ذلك". على غلاف مجلة صادرة عام 1979 تناولت التدهور الوطني، ظهر تمثال الحرية ودَمـعة تتدحرج على خده.

ولكن في حين انجذب الأميركيون لفترة طويلة إلى ما أسميه "توهج الماضي الذهبي"، فإن الولايات المتحدة لم تملك قط القوة التي يتخيل كثيرون أنها كانت تملكها. وحتى في ظل الموارد الطاغية، فشلت أميركا في كثير من الأحيان في الحصول على مرادها. ينبغي لأولئك الذين يتصورون أن عالم اليوم أشد تعقيدا واضطرابا مما كان عليه في الماضي أن يتذكروا عاما مثل 1956، عندما عجزت الولايات المتحدة عن منع القمع السوفييتي للثورة في المجر؛ وعندما أقدم حلفاؤنا بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على غزو قناة السويس. في إعادة صياغة للعبارة التي أدلى بها الممثل الكوميدي ويل روجرز: "لم تعد الهيمنة كما كانت ولم تكن كذلك قَـط". الحق أن فترات "الانحدار" تنبئنا عن السيكولوجية الشعبية بأكثر مما تخبرنا به عن السياسة الجغرافية.

https://prosyn.org/Ay5nWV0ar