leonard73_Getty Images_chinaflagbusinessmen Getty Images

السباق نحو وضع القواعد

برلين- هل سيظل الغرب ملتزماً بالنظام الدولي القائم على القواعد حين يتوقف عن وضعها؟ سيكون هذا أحد أهم الأسئلة التي ستطرح في العقدين المقبلين. وإذا كان هناك مبدأ واحد وحَّد الناخبين، وصناع القرار، والسياسيين، ووسائل الإعلام في جميع أنحاء الغرب، فهو أن القواعد مهمة لكل شيء آخر تقريبًا. ولطالما قوبل عدم احترام القواعد العامة بغضب شديد ورد فعل قوي.

لنأخذ، على سبيل المثال، المملكة المتحدة، حيث مكنت الكاريزما الخام لرئيس الوزراء، بوريس جونسون، هذا الأخير من الفوز بالسلطة والتمسك بها، مما أعاد رسم الخريطة السياسية للبلاد بصورة فعالة في هذه العملية. وحتى وقت قريب، صمدت شعبيته لدى الناس أمام ما أبداه من عدم الكفاءة، وأمام ارتفاع عدد الوفيات الوبائية والركود الاقتصادي. إلا أن جونسون، الآن، بدأ يفقد الكثير من الدعم في النهاية لسبب واحد بسيط وهو أنه تجاهل هو وحكومته القواعد إلى أبعد حد. إن الكشف عن حقيقة إقامة حفلة عيد الميلاد في 10 داونينغ ستريت (مقر رئيس الوزراء) العام الماضي بينما كانت بقية البلاد في حالة إغلاق، قد أضر بسمعة جونسون أكثر من أي فضائح أو تجاوزات أخرى قام بها.

وعلى المستوى الدولي، تُدين الحكومات الغربية مرارا وتكرارا الآخرين لخرقهم القواعد. فقد تلقت روسيا، على سبيل المثال، توبيخا لضمها شبه جزيرة القرم، ولقيامها بهجمات إلكترونية متكررة على دول أخرى، وهجمات جسدية على المنشقين الروس في الخارج. وأدينت الصين، أيضًا، باعتبارها منتهكًا رئيسيًا للقواعد. وقد لا يتفق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع الكثير مما قاله أو فعله سلفه، لكنه حافظ على استمرارية مذهلة لموقف إدارة ترامب من الصين، حيث يصفها بأنها تهديد عالمي يسرق الملكية الفكرية، ويحافظ على الإعانات غير القانونية، ويسمح بالفساد المستشري، ويقوم بعمليات الإبادة الجماعية.

https://prosyn.org/VAK0LFAar