james209_WANG ZHAOAFP via Getty Images_great power WANG ZHAOAFP via Getty Images

التاريخ العظيم وغوايته الخطيرة

ميونيخ ــ وراء الفوضى العالمية اليوم، نجد روايتين متصلتين حول مواطن القوة ونقاط الضعف النسبية لدى مختلف البلدان في المنافسة على القوة العالمية. تدور الرواية الأولى حول صعود وسقوط الأمم والحضارات في الأمد الطويل، في حين تدور الأخرى حول أوضاع وأحوال أقصر أمدا.

من المنظور الغربي، تنظر الرواية الأولى إلى الصين باعتبارها تهديدا بسبب قوتها غير العادية، في حين تعرضها الراوية الثانية على أنها تهديد بسبب ضعفها المتأصل. من ناحية أخرى، ينظر قادة الصين إلى أميركا باعتبارها تهديدا لأنها ضعيفة بنيويا وتهيمن عليها نخب سياسية حاكمة مُـسِـنَّـة، ولكن أيضا لأنها تظل قوية بدرجة غير عادية وعاقدة العزم على عزل أي منافس لها في الأمد القريب. على حد تعبير وزير التجارة الصيني وانج وينتاو، متحدثا نيابة عن الرئيس شي جين بينج مؤخرا، "في هوسها بإدامة هيمنتها، تبذل بعض الدول قصارى جهدها لتعجيز الأسواق الناشئة والبلدان النامية".

تعتمد الرؤية الأولى للمستقبل على العدسة التحليلية البسيطة ــ والـمُـقـنِـعة ظاهريا بالتالي ــ للأحوال الجيوسياسية. ينشغل أهل السياسة الجغرافية برسم سيناريوهات طويلة الأمد للصعود والسقوط. تتسم خطوط حبكتهم بالوضوح دائما: دولة واحدة تهيمن على العالم طوال قرن من الزمن أو نحو ذلك قبل أن تتبدل أحوالها وينال منها الإنهاك وتفقد مكانتها.

https://prosyn.org/m9B9y0Ear