rodrik172_Getty Images_worldglobeeconomy Getty Images

الاستفادة القصوى من عالَم ما بعد الجائحة

كمبريدج ــ في السنوات المقبلة، سوف يتشكل الاقتصاد العالمي تبعا لثلاثة اتجاهات. فسوف يُـعـاد التوازن إلى العلاقة بين الأسواق والدولة لصالح الأخيرة. وسوف يكون هذا مصحوبا بإعادة التوازن بين العولمة المفرطة والاستقلال الوطني، وأيضا لصالح الأخير. وسوف يكون لزاما علينا أن نعدل طموحاتنا في ما يتصل بالنمو الاقتصادي نزولا.

لن نجد شيئا أفضل من جائحة لتسليط الضوء على عدم كفاءة الأسواق في مواجهة مشاكل العمل الجماعي وأهمية قدرة الدولة على الاستجابة للأزمات وحماية الناس. أدت أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) إلى ارتفاع الأصوات المنادية بالتأمين الصحي الشامل، وتوفير حماية أقوى لسوق العمل (بما في ذلك المشتغلين بالأعمال المؤقتة)، وحماية سلاسل الإمداد المحلية للمعدات الطبية الحرجة. كما دفعت الأزمة البلدان إلى إعطاء الأولوية للمرونة والقدرة على الصمود والموثوقية في الإنتاج على التوفير في التكاليف والكفاءة من خلال الاستعانة بمصادر خارجية عالمية. سوف تتنامى التكاليف الاقتصادية المترتبة على عمليات الإغلاق بمرور الوقت، مع تسبب صدمة العرض الضخمة الناجمة عن تعطل الإنتاج المحلي وسلاسل القيمة العالمية في إنتاج تحول نزولي في الطلب الكلي أيضا.

ولكن برغم أن جائحة كوفيد-19 تعمل على تعزيز وترسيخ هذه الاتجاهات، فإنها ليست القوة الأساسية التي تدفعها. ذلك أن الاتجاهات الثلاثة ــ العمل الحكومي الأكبر، والتراجع عن العولمة المفرطة، ومعدلات النمو الأقل ــ كانت سابقة للجائحة. وبينما يمكن النظر إليها على أنها تفرض مخاطر كبرى على الرخاء البشري، فمن الممكن أيضا أن تكون بشيرا باقتصاد عالمي أكثر استدامة وشمولا.

https://prosyn.org/PG2H6mxar