computer dark room man tommaso79/Getty Images

مخاطر رقمية تهدد الديمقراطية

سان خوسيه ــ لا يكاد يمر يوم واحد دون ظهور ادعاء جديد حول تقويض وسائط التواصل الاجتماعي للديمقراطية. تستغل القوى المختلفة عبر الطيف السياسي التكنولوجيات الرقمية لنشر المعلومات المضللة وتغذية الاستقطاب. ورغم أن "الأخبار الزائفة" ولغة الكراهية ليسا من الأمور الجديدة، فإن العصر الرقمي وفر بيئة تُفضي إلى الأمرين، وإن كان ذلك عن غير قصد. لا يمكننا أن نشكك في قدرة التكنولوجيات الجديدة على تحسين الظروف البشرية، لكن المخاطر التي تفرضها على الديمقراطية أصبحت الآن واضحة على نحو متزايد.

تسعى الشركات، والحكومات، والمواطنون على حد سواء إلى إيجاد الحلول لمجموعة من التحديات المترابطة. فكيف نتعامل مع القدرة على الاتصال السريع عبر الإنترنت والتي تجعل من السهل نشر المعلومات المضللة بسرعة كبيرة، مما يجعل من الصعب تفنيدها ودحضها؟ وكيف تتلاءم الرغبة في خلق محتوى يمكن مراقبته، والذي يعتمد في كثير من الأحيان على العاطفة والإحساس وليس الأدلة، مع الحوار الديمقراطي العاقل؟ وكيف نحدد المصادر الحقيقية للمعلومات عندما تعمل ميزة إخفاء الهوية على الإنترنت على حجب مصدر المنشور؟ وفي ضوء هيمنة جوجل وفيسبوك على السوق، فهل أصبحنا نحن ــ وبالتالي وجهات نظرنا ومناقشاتنا السياسية ــ أسرى لخوارزميات مثل هذه الشركات؟

في إحدى مبادراته الأخيرة قبل وفاته في أغسطس/آب 2018، قام الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بعقد لجنة معنية بالانتخابات والديمقراطية في العصر الرقمي، والتي أطلقت في وقت سابق من هذا الشهر في جامعة ستانفورد. كان أنان يريد بشكل خاص دق ناقوس الخطر بالنيابة عن دول لديها القليل من الوسائل للدفاع عن نفسها ضد هذه المخاطر التي تهدد سلامة الانتخابات في القرن الحادي والعشرين. ولأن هذه المشاكل من الممكن أن تؤثر على أي بلد تقريبا، فكان لدى أنان اعتقاد راسخ بأن المنظور العالمي حاسم في التعامل معها.

https://prosyn.org/lh44wx0ar