guriev35_YURI KADOBNOVAFP via Getty Images_russiaruble Yuri Kadobnov/AFP via Getty Images

العقوبات المفروضة على روسيا بدأت تؤتي ثمارها

باريس ــ في غضون أيام من الغزو الكامل النطاق الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ضد أوكرانيا قبل ثمانية عشر شهرا، فَـرَضَ الغرب عقوبات غير مسبوقة على البنك المركزي الروسي، فَـجَـمَّـدَ مئات المليارات من الدولارات من أصوله. سَـجَّـل الروبل هبوطا شديدا ليصل إلى مستوى قياسي من الانخفاض بلغ 136 مقابل الدولار الأميركي بعد أسبوع من الغزو. ولكن بعد أن فَـرَضَ البنك المركزي ضوابطه على الـعُـملة ورؤوس الأموال، ارتد الروبل إلى الارتفاع ليصل إلى 51.5 مقابل الدولار ــ وهو التعافي الذي رَوَّجَ له الكرملين بحماس.

اليوم، أصبح ما قد يدعو قادة روسيا إلى الاحتفال أقل كثيرا. يقدم سعر صرف الروبل المؤشر الأكثر وضوحا للأداء الاقتصادي في روسيا، على الأقل بالنسبة إلى الأُسَـر الروسية. وعلى هذا فقد كان انخفاض قيمة العملة بشدة مؤخرا إلى ما دون العتبة المهمة سياسيا، 100 روبل مقابل الدولار، سببا في إصابة الكرملين بالتوتر والعصبية. كما تسبب هذا في تعريض البنك المركزي ــ الذي عمل خلال العام الفائت على تخفيف أو إزالة عدد كبير من ضوابط رأس المال ــ لسيل منهمر من الانتقادات الشديدة.

دأب مساعد بوتن الاقتصادي، مكسيم أوريشكين، على انتقاد البنك المركزي لكونه متشددا بدرجة مُـفـرِطة. لكنه بعد تدهور الروبل الأخير، كتب مقالة افتتاحية يلوم فيها صناع السياسات على كونهم مفرطين في "التساهل" وأنهم سمحوا بالنمو الائتماني الـمفرط. على الفور، دعا البنك المركزي إلى اجتماع استثنائي لمجلس الإدارة، حيث قرر رفع أسعار الفائدة بنسبة هائلة (3.5 نقطة مئوية)، وأشار إلى أن مزيدا من الارتفاعات من المرجح أن تأتي في الشهر المقبل. كما يبدو أن ضوابط إضافية للعملة مطروحة على الطاولة. من ناحية أخرى، يُـقـال إن وزير المالية أنطون سيلوانوف يدعو إلى إرغام الـمُـصَـدِّرين الروس على إعادة عائداتهم الدولارية إلى الوطن وبيعها للبنك المركزي.

https://prosyn.org/ougJS0Xar