eu flag lady justice Vladmiir Cetinski/Getty Images

الحس الأوروبي التقدمي يتحرك

أثينا — على الرغم من أهميته الواضحة، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس أكثر من عرض جانبي عند مقارنته بالتفكك الصامت، ولكنه الأكثر جوهرية، الجاري عبر الاتحاد الأوروبي. الواقع أن الوسط السياسي لم يعد قادرا على الصمود في الدول الأعضاء الرئيسية. وأصبحت النعرة القومية في صعود في كل مكان. وحتى الحكومات المؤيدة لأوروبا تخلت عمليا عن كل المخططات الرامية إلى تحقيق الدمج الحقيقي وبدأت تنجرف على نحو متزايد نحو إعادة تأميم الأنظمة المصرفية، والديون العامة، والسياسة الاجتماعية.

مع خروج بريطانيا في الشمال ونشر الحكومة الإيطالية لمشاعر مناهضة لأوروبا كارهة للأجانب في الجنوب، يتحول "الاتحاد المتزايد التقارب" إلى رمز هزلي لانفصال الواقع عن دعايات مؤسسة الاتحاد الأوروبي. ويضيف أفول نجم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السياسي قوة دافعة إلى هذه الديناميكية.

في حين تتجه أغلب الأنظار إلى الأحداث في لندن وروما، تقدم ألمانيا أفضل المؤشرات إلى حالة الضعف التي تمكنت من الاتحاد الأوروبي. إذ تشهد ألمانيا أزمة لا تخلو من مفارقة. تتمتع ألمانيا بثروة مالية ضحمة، حيث ينتج فائض الحساب الجاري المبهر تسونامي من تدفقات رأس المال إلى الداخل، وتنعم الحكومة الفيدرالية بفائض كبير، وتبحث المدخرات الأجنبية من مختلف أنحاء أوروبا عن ملاذ آمن في البنوك الألمانية، وتكدس الأسر الألمانية المدخرات. وحتى الشركات الألمانية تكتنز المال.

https://prosyn.org/iBzfa6xar