كل التقدم محلي

سيدني ــ قبل اندلاع جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، كانت البشرية تقطع خطوات واسعة نحو إطالة أمد حياة البشر وزيادة الرخاء الاقتصادي. من الأهمية بمكان أن نعود إلى ذلك المسار مع تعافي الاقتصاد العالمي. وقد يساعدنا في تحقيق هذه الغاية بحث جديد يفحص التقدم على مستوى تفصيلي دقيق.

يُـقَـيَّـم التقدم البشري عادة على مستوى الدولة. في المتوسط، تبلغ مساحة كل من البلدان التي تتوفر فيها البيانات بسهولة (178 دولة) نحو 700 ألف كيلومتر مربع (270 ألف ميل مربع)، ويبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، وينتج نحو 700 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي. ولكن من الواضح أن هناك اختلافات شاسعة داخل هذه البلدان وبين بعضها بعضا، وتعتمد فعالية الجهود الرامية إلى تعزيز الرخاء الاقتصادي ورفاهة البشر على فهم هذه الاختلافات.

لهذا السبب، يرسم تقريرنا الجديد بعنوان "تفاصيل التقدم الصغيرة: نظرة دقيقة على التنمية البشرية حول العالم"، صورة أكثر تفصيلا بنحو 230 مرة من المنظور الذي يقيس التقدم على مستوى الدولة. باستخدام مقياس سطوع الإضاءة الليلية وغير ذلك من التقنيات المتطورة لجمع البيانات وتحليلها، نفحص الأنماط السكانية، والأداء الاقتصادي، والتغيرات في متوسط العمر المتوقع من عام 2000 إلى عام 2019 عبر أكثر من 40 ألف منطقة بالغة الصِـغَـر، تبلغ مساحة كل منها في المتوسط 3000 كيلو متر مربع، ويقطنها 180 ألف نسمة، ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 3 مليارات دولار.