bhide9_Scott HeinsGetty Images_stockmarket Scott Heins/Getty Images

الرأسمالية الأميركية وطابعها السوفييتي الانتقائي

مدفورد، ماساتشوستس ــ ربما يبدو تشبيه الاقتصادات الرأسمالية اليوم بالكتلة السوفييتية محاولة شاذة ومتكلفة. فما الذي قد تشترك فيه السوق الحرة من قواسم مع التخطيط المركزي على النمط السوفييتي؟ الواقع أن هذه المقارنة تقدم لنا على نحو متزايد رؤى مفيدة حول ما حدث للجانب الفائز منذ نهاية الحرب الباردة.

لنتأمل هنا مسألة "قيود الموازنة الناعمة" التي اعتادت الشركات الاشتراكية المملوكة للدولة التمتع بها والتي تبين أنها من الأسباب الرئيسية وراء فشل اقتصادات الكتلة السوفييتية. اليوم، أصبحت ظروف مالية مماثلة منتشرة في أميركا الرأسمالية.

كما زعم الماركسي المجري المرتد يانوس كورناي في مناسبة شهيرة، تستطيع الشركات المملوكة للدولة أن تتجاهل الخسائر وتفضيلات المستهلكين لأنها من الممكن أن تعتمد دائما على الدولة لإبقائها قادرة على الاستمرار. حظيت فرضية كورناي بشعبية كبيرة لدى المصلحين الصينيين في ثمانينيات القرن العشرين: في سعيهم إلى جعل الشركات المملوكة للدولة أكثر استجابة للسوق، عملوا على "تشديد" القيود المفروضة على ميزانيات الشركات. على النقيض من هذا، يبدو أن أميركا الرأسمالية تسير على ذات المسار الخاطئ الذي سلكته الاقتصادات السوفييتية. ورغم أنها تبدأ من نقطة مختلفة، فإن النتيجة واحدة. فهناك تتجه القيود على الموازنات نحو المزيد من اللين، كما بدأ رأس المال يتوجه بشكل متزايد نحو الحالمين والمخططين العصريين من ذوي العلاقات الجيدة.

https://prosyn.org/0LxRyaoar