strain6_Ian ForsythGetty Images_liz truss Ian Forsyth/Getty Images

النمو أهم من الشكاية

واشنطن، العاصمة ــ تطوي رئيسة وزراء المملكة المتحدة الجديدة ليز تـرَس الآن صفحة الشعبوية المدمرة للذات. وفي الوقت ذاته، تواصل الولايات المتحدة الانغماس فيها. إذا تمكنت تـرَس من الإبحار أثناء ولايتها كرئيسة للوزراء عبر الأمواج المتلاطمة الحالية إلى بحار أكثر هدوءا، فربما تنتهي بها الحال إلى تقديم نموذج قد يتبعه المحافظون الأميركيون.

تبدأ القصة مع الأزمة المالية العالمية التي اندلعت عام 2008، والتي تسببت في إحداث ركود شديد في أسواق العمل في الولايات المتحدة، حتى أن الأجور المعدلة حسب التضخم التي يتقاضاها النصف الأدنى من العمال انخفضت لعدة سنوات متتالية. ولم تتعاف الأجور المتوسطة الحقيقية إلى المستوى الذي كانت عليه في عام 2007 إلا بحلول عام 2015، ولم تتعاف الأجور الحقيقية التي يتقاضاها أقل 20% من العمال أجرا حتى عام 2017.

وكما يحدث عادة، أدت هذه التداعيات الاقتصادية التي خلفتها الأزمة إلى صعود الشعبوية بقوة في الولايات المتحدة. على اليسار، شَـنّ الاشتراكيون الديموقراطيون مثل السناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت حربا على الأثرياء، معلنين أنه "لا يجب أن يكون هناك أصحاب مليارات". وعلى اليمين، خاض دونالد ترمب سباق الرئاسة باعتباره زعيما شعبويا قوميا، وفاز بهزيمة المرشحة التي كان ارتباطها بـ"المؤسسة" وثيقا.

https://prosyn.org/az9tHUgar