fraga4_ JUAN MABROMATAAFP via Getty Images_money JUAN MABROMATA/AFP via Getty Images

مُـعـضِـلة الـنمو في أميركا اللاتينية

ريو دي جانيرو/مكسيكو سيتي/لندن ــ تشير النظرية الاقتصادية إلى أن البلدان الفقيرة لابد أن تقترب بمرور الوقت من مستويات الدخل في الاقتصادات المتقدمة. وفي حين حدث ذلك بالفعل في شرق آسيا وأوروبا الوسطى، فإن أمريكا اللاتينية لا تزال متخلفة عن الركب. منذ عام 1960، تمكنت قِلة فقط من بلدان المنطقة من تضييق الفجوة بين نصيب الفرد في الدخل لديها ونظيره في الولايات المتحدة ــ وحتى في تلك الحالات، كانت المكاسب ضئيلة.

كما نوضح في تقرير جديد لمجموعة الثلاثين، لا يوجد سبب واحد يبرر النمو المتواضع في اقتصادات أميركا اللاتينية على مدار عقود من الزمن. في بعض البلدان ــ مثل الأرجنتين والإكوادور وفنزويلا ــ لن يتحقق أي قدر يُـذكَـر من النمو المستدام إلى أن يتولى صناع السياسات معالجة المشكلات المالية ومشكلات الديون الخطيرة، و(في بعض الحالات) مشكلات التضخم.

البرازيل أيضا ناضلت لتحقيق النمو المستدام. لم يكن معدل النمو عن الفرد هناك أقل من نظيره في الولايات المتحدة طيلة القسم الأعظم من السنوات الأربعين الأخيرة فحسب، بل كان حتى سلبيا طوال نصف هذه المدة.  ورغم انخفاض مستويات التضخم والفقر المدقع، فإن السياسات الكلية لم تحقق بعد أسعار فائدة منخفضة بشكل مستدام ولم تتمكن من الحد من التقلبات، كما كانت سياسات الاقتصاد الجزئي غير متسقة بدرجة مؤسفة، وهذا يشير إلى قدر مذهل من العجز عن التعلم من أخطاء الماضي ونجاحاته. نتيجة لذلك، أصبحت ترتيبات العمل غير الرسمي شائعة، وتظل معدلات البطالة مرتفعة، ولا يزال الاستثمار منخفضا، وأصبحت الإنتاجية راكدة.

https://prosyn.org/hJtqd1Car