roubini182_MARCUS YAM  LOS ANGELES TIMES_israelhamasgaza Marcus Yam/Los Angeles Times

العواقب الاقتصادية لحرب غزة

نيويورك ـ كانت المذبحة الوحشية التي ارتكبتها حماس والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والحملة العسكرية اللاحقة التي شنتها إسرائيل في غزة للقضاء على هذه الجماعة، سبباً في طرح أربعة سيناريوهات جيوسياسية تؤثر على الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية. وكما هو الحال عادة في مثل هذه الأزمات، قد يكون التفاؤل خاطئًا.

في السيناريو الأول، تكاد الحرب تنحصر في غزة، مع عدم وجود تصعيد إقليمي يتجاوز المناوشات محدودة النطاق مع وكلاء إيران في البلدان المجاورة لإسرائيل؛ وفي الواقع، تُفضل معظم الجهات الفاعلة الآن تجنب التصعيد الإقليمي. وقد تؤدي الحملة التي تشنها قوات الدفاع الإسرائيلية في غزة إلى إضعاف حماس بشكل كبير، مما يُسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين، واستمرار الوضع الجيوسياسي غير المستقر. وقد يستقيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من منصبه بعد فقدان الدعم، لكن الآراء العامة الإسرائيلية تظل مُتشددة ضد قبول حل الدولتين. ونتيجة لذلك، تزداد القضية الفلسطينية تعقيدًا، فضلاً عن وقف تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية؛ وتظل إيران قوة مُزعزعة للاستقرار في المنطقة؛ والولايات المتحدة قلقة بشأن اندلاع الأزمة التالية.

تُعد الآثار الاقتصادية والسوقية لهذا السيناريو مُعتدلة إلى حد ما. سيعرف الارتفاع المتواضع الحالي في أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا، حيث لن تكون هناك أي صدمة للإنتاج الإقليمي والصادرات من منطقة الخليج. ورغم أن الولايات المتحدة قد تحاول اعتراض صادرات النفط الإيرانية لمعاقبتها على دورها المُزعزع للاستقرار في المنطقة، فمن غير المرجح أن تسعى إلى تبني مثل هذا الإجراء التصعيدي. وسيستمر الاقتصاد الإيراني في الركود في ظل العقوبات الحالية، مما سيزيد من اعتمادها على العلاقات الوثيقة مع الصين وروسيا.

https://prosyn.org/uYGdAymar