Obama announces Iran deal Andrew Harnik/ZumaPress

لا لدعاة الحرب

نيويورك ــ كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا لكبح جِماح الأنشطة النووية في إيران سبباً في إصابة دعاة الحرب بحالة من الهياج الشديد. وينبغي للمواطنين في مختلف أنحاء العالم أن يدعموا الجهود الشجاعة التي يبذلها الرئيس الأميركي باراك أوباما لإحباط مناوراتهم، وأن يستمدوا الشجاعة والجرأة من حقيقة مفادها أن قائمة الموقعين على الاتفاق لا تشمل الولايات المتحدة فحسب، بل كل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إضافة إلى ألمانيا.

الواقع أن حكومة أوباما ذاتها لا تخلو من دعاة الحرب. ويناضل أغلب الأميركيين في محاولة لإدراك أو فهم الحالة الأمنية الدائمة التي تعيشها بلادهم، حيث يبدو الأمر وكأن الساسة المنتخبين هم من يديرون العرض، ولكن كثيراً ما يكون زمام القيادة في يد وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع ــ وهي الحالة التي تتحرك بطبيعتها نحو الحلول العسكرية، وليس الحلول الدبلوماسية، لتحديات السياسة الخارجية.

منذ عام 1947، عندما تأسست وكالة الاستخبارات المركزية، كانت الولايات المتحدة تدير سياسة مستمرة شبه سرية شبه علنية تسعى إلى إسقاط حكومات أجنبية. الواقع أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت مصممة لتجنب الإشراف الديمقراطي الحقيقي وتزويد الرؤساء بقدر من "الإنكار المقبول". وقد استمرت وكالة الاستخبارات المركزية في إسقاط العشرات من الحكومات في مختلف مناطق العالم، من دون التعرض لأي قدر من المساءلة سواء هناك أو في الداخل.

https://prosyn.org/LEUcO4tar