james212_Sven Hoppepicture alliance via Getty Images_rubles Sven Hoppe/picture alliance via Getty Images

التضخم يُـسـقِـط الحكومات الفاسدة

برلين ــ يعمل ارتفاع التضخم على مستوى العالم في الآونة الأخيرة على فرض التغيير السياسي، على نحو يذكرنا بمدى فاعلية هذه المشكلة الاقتصادية القديمة في الإطاحة بالحكومات. في الأنظمة الديمقراطية، تتوقف نتائج الانتخابات غالبا على تطورات الأسعار. لكن التأثير على الأنظمة الاستبدادية لا يقل وضوحا، لأن التضخم يتسبب في تآكل الميثاق الاجتماعي الضمني الذي تقيم عليه هذه الأنظمة سلطتها.

في الأرجنتين، نستطيع أن نفهم انتخابالرأسمالي الفوضوي الراديكالي الـمُـدَّعي خافيير مايلي رئيسا للبلاد على أنه نتيجة مباشرة لعجز النظام البيروني الحاكم عن التعامل مع التضخم، الذي بلغ معدله السنوي 143%. كان أكثر وعود مايلي الانتخابية أهمية استعادة استقرار الأسعار من خلال إلغاء البنك المركزي والاستعاضة عن البيزو الأرجنتيني بالدولار الأميركي.

من الواضح أن إنهاء الاستقلال النقدي تجربة جريئة ومحفوفة بالمخاطر ومن شأنها أن تحد بشدة من قدرة الحكومة على التصرف. لكن هذا هو المقصود على وجه التحديد. فمنذ حاولت الحكومة السابقة بذل قصارى جهدها، وفشلت بوضوح، يشعر الناخبون الآن وكأن أي شيء سيكون أفضل من مزيد من سوء الإدارة.

https://prosyn.org/m0VRPQDar