chellaney128_Carl CourtGetty Images_trumpabemodi Carl Court/Getty Images

الصين وحدها

نيودلهي ــ في أحدث خطاب ألقاه بمناسبة حلول العام الجديد، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج أن عام 2020 سيكون "علامة فارقة". كان شي محقا، ولكن ليس على النحو الذي توقعه. فبعيدا عن "اكتساب الأصدقاء في كل ركن من أركان العالم"، كما تباهى في خطابه، ألحقت الصين أضرارا بالغة بسمعتها الدولية، وأبعدت شركائها، وتركت لنفسها أداة واحدة فقط من أدوات فرض النفوذ الحقيقية: القوة الغاشمة. ولكن يتبقى لنا أن نرى ما إذا كانت احتمالات الـعُـزلة لتحبط طموحات شي الإمبريالية.

سوف ينظر المؤرخون في الأرجح إلى عام 2020 باعتباره نقطة تحول فاصلة. فبفضل جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، تعلمت دول عديدة دروسا قاسية حول سلاسل التوريد التي تعتمد على الصين، وتغيرت المواقف الدولية تجاه النظام الشيوعي في الصين.

بدأ المد يتحول عندما تبين للعالَـم أن الحزب الشيوعي الصيني أخفى معلومات بالغة الأهمية عنه حول كوفيد-19، الذي اسـتُـكـشِـف لأول مرة في ووهان ــ وهو الاكتشاف الذي أكده تقرير استخباراتي أميركي حديث. وما زاد الأمر سوءا على سوء أن شي جين بينج حاول الاستفادة من الجائحة، أولا عن طريق تخزين المنتجات الطبية ــ وهي السوق التي تهيمن عليها الصين ــ ثم من خلال تصعيد محاولات التوسع العدواني، وخاصة في منطقة المحيط الهادي الهندي. وهذا يدفع التغير السريع في المشهد الجيوستراتيجي في المنطقة، مع استعداد قوى أخرى لمواجهة الصين.

https://prosyn.org/ka5d4e2ar