solana140_ LUDOVIC MARINAFP via Getty Images_eu ukraine LUDOVIC MARIN/AFP via Getty Images

أوروبا وحتمية شحذ أهدافها

مدريد ــ أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أوروبا إلى منطقة كنا نتصور أنها تحولت إلى ماض منسي لن يعود. إننا نجد أنفسنا الآن في مواجهة زعيم فَـقَـدَ صوابه وكانت سياسته الخارجية في تدهور مستمر منذ ذلك اليوم في عام 2001 عندما نظر الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش إلى عينيه وقال له إنه وجد رجلا يمكنه أن يثق فيه.

لم يعد خطر نشوب حرب عالمية ثالثة في حكم المستحيل. فالآن، تشن روسيا هجمات على بعد كيلومترات فقط من حدود منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونظرا إلى عدم القدرة على التنبؤ بتحركات بوتن، فلا يجوز لنا أن نستبعد إمكانية وقوع مواجهة مباشرة بين روسيا والحلف. وهذا من شأنه أن يثير احتمالية يكاد يكون من المستحيل تصورها تتمثل في اندلاع صراع نووي، وهو الأمر الذي يجب أن يتجنبه قادتنا.

لأن روسيا وأوروبا تشكلان جزءا من كتلة غير منقطعة من اليابسة، فإن الاستقرار على حافة القارة يشكل عنصرا أساسيا لترسيخ السلام الإقليمي. لكن الحواجز الدبلوماسية بين روسيا والناتو تتكاثر. نادرا ما كانت المنظمات الدولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية غائبة عن المشهد، أو حتى عاجزة، إلى هذا الحد، في مواجهة أي صراع. وحتى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تأسست بهدف ضمان الاستقرار بين روسيا، والولايات المتحدة، وأوروبا، أثبتت كونها غير ملائمة لتحدي اليوم.

https://prosyn.org/jusR0Xxar