singer228_ humanitix

الميزة التنافسية لعمل الخير

برينستون ــ قد يبدو الأمر غير بديهي، ولكن في الاقتصاد الرأسمالي، فإن عمل أقصى درجات الخير من الممكن أن يعطي ميزة تنافسية. أنا لا أقصد الشركات التي تتبرع بنسبة ضئيلة جدًا من أرباحها للجمعيات الخيرية أو تخبرك بأنها تعمل على الحد من انبعاثات الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري، بل أنا أتحدث عن الشركات التي تتبرع بنسبة 100% من أرباحها – أو ما يقرب من ذلك – للجمعيات الخيرية الفعالة التي تعمل الكثير من أجل الخير.

إن شركة الأغذية الأمريكية نيومان أون التي أسسها سنة 1982 الممثل الراحل بول نيومان والمؤلف الراحل أ ي هوتشنر تعتبر مثالاً مبكرًا لشركة تتبرع بنسبة 100% من أرباحها للأعمال الخيرية حيث تذهب الأرباح الى مؤسسة نيومان أون والتي وزعت حتى الآن أكثر من 600 مليون دولار أمريكي للجمعيات الخيرية التي تعمل من أجل الأطفال المحرومين. لقد أشار هيو جاكمان أنه استلهم فكرة مؤسسته الخيرية "لافانغ مان كوفي " من نيومان أون.

ولعل الشركة الأبرز التي تعمل على أساس نفس هذا النموذج اليوم هي باتاجونيا وهي شركة أمريكية للملابس المخصصة للأنشطة في الهواء الطلق والتي أسسها إيفون شوينارد في عام 1973. وبعد ما يقرب من خمسين عامًا، عندما بلغت قيمة الشركة حوالي 3 مليارات دولار، أعطاها شوينارد لمنظمة غير ربحية مع التحقق من استخدام جميع أرباحها لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.

https://prosyn.org/7ly1T9dar