التنمية المكبوحة في الدول "النامية"

جنيف ــ إن مفاوضات منظمة التجارة العالمية ومفاوضات تغير المناخ العالمي تواجه تحديات متماثلة. فكل منها في حاجة إلى استيعاب مستويات مختلفة من التنمية ومضاهاتها بالالتزامات المناسبة. وحتى اللغة المستخدمة في كل منهما متشابهة: "مسؤولية مشتركة ولكن متباينة" في محادثات تغير المناخ، و"خاص ومتفاوت" في محادثات منظمة التجارة العالمية.

وعلى نحو مماثل فإن التقسيم التقليدي بين الشمال والجنوب، والذي يشكل المفاوضات على الجانبين، يستدعي إلى الذاكرة عصراً عندما كان "الشمال" مرادفاً للثراء، و"الجنوب" كان بمثابة اختصار للتعبير عن هؤلاء من غير القادرين على اللعب وفقاً لنفس القواعد. بيد أن العالم تغير بشكل جذري منذ ذلك الوقت، وفي مفاوضات تغير المناخ، بات من المقبول الآن أن نقول إن بعض الدول النامية سوف يكون لزاماً عليها أن تتبنى تدابير خفض الانبعاثات بحلول عام 2020.

أما منظمة التجارة العالمية فهي متأخرة بخطوة واحدة. فاعتماداً على تقييمه الذاتي لنفسه يستطيع أي بلد عضو أن يزعم أنه بلد "نام" ويظل عند هذه المرحلة، التي تخول له تلقائياً الاستفادة من المعاملة "الخاصة والمتفاوتة". وهذا يُتَرجَم إلى الخروج عن القواعد العامة وفترات أطول لتقديم تخفيضات جمركية أقل طموحا.

https://prosyn.org/5EkE2bkar