rogoff230_In Pictures Ltd.Corbis via Getty Images_real estate development china In Pictures Ltd./Corbis via Getty Images

المشكلة الحقيقية التي تعيب اقتصاد الصين

ميلانو ــ جَـلَـبَ التباطؤ الاقتصادي الحالي في الصين مجموعة متنوعة من التفسيرات. لكن التوقعات تشترك إلى حد كبير في شيء واحد: فعلى الرغم من تقلب بيانات الأمد القريب بعض الشيء ــ كانت معدلات النمو السنوية مُـشَـوَّهـة بفعل الإرث المتخلف عن سياسة خفض الإصابات بمرض فيروس كورونا (كوفيد) إلى الصِـفر ــ يتوقع أغلب المراقبين أن يستمر نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني على اتجاهه الهابط. على سبيل المثال، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ النمو 4.5% فقط في عام 2024 ثم يهبط إلى 3% بحلول نهاية هذا العقد ــ هذا أفضل من أغلب الاقتصادات المتقدمة، لكنه بعيد كل البعد عن المعدلات التي تجاوزت 10% قبل عقد من الزمن. بيد أن النمو ليس سوى جزء من القصة الكاملة.

الواقع أن التركيز على النمو أمر مفهوم بطبيعة الحال. لعقود من الزمن، كانت الصين تمثل حصة كبيرة من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي. علاوة على ذلك، سوف يساعد حجم اقتصاد الصين ــ أحد العوامل الرئيسية في تحديد مدى قدرتها على الاستمرار في توسيع قدراتها العسكرية ــ في تشكيل تطور توازن القوى مع منافستها الرئيسية الولايات المتحدة. لكن النمو ليس القناة الوحيدة ــ بل وربما ليس حتى القناة الرئيسية ــ التي من خلالها يؤثر الاقتصاد الصيني على بقية العالَـم. فالتوازن بين المدخرات والاستثمار مهم أيضا، وربما حتى أكثر أهمية.

تتمثل إحدى الخصائص المميزة للاقتصاد الصيني في معدلات الاستثمار والادخار المرتفعة إلى حد غير عادي، والتي تتجاوز 40% من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا ضعف المستوى في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأعلى حتى من المعدل في بلدان آسيا الأخرى المرتفعة الادخار، مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

https://prosyn.org/gKzocZEar