cgalli1_ John MooreGetty Images_migrants us border John Moore/Getty Images

بايدن ومهزلة الحدود

شيكاغو ــ في عشية تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، كان المدافعون عن الهجرة متفائلين بأن الإدارة المقبلة ستنهي العمل بالفصل 42، القاعدة الغامضة التي سمحت لموظفي الحدود أثناء جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) برفض المهاجرين الذين ربما كانوا مؤهلين للحصول على حق اللجوء. أثناء بحثي في الإعداد لكتابي القادم "حماية زائلة" (Precarious Protections)، أجريت مقابلات مع محامين يعملون مع أطفال مهاجرين بلا عائل في لوس أنجلوس، والذين كانوا على يقين من أن الإدارة الجديدة ستعيد حق طلب اللجوء في الولايات المتحدة. لكن هذا ليس ما حدث في حقيقة الأمر.

الواقع أن الرأي القائل بأن طالبي اللجوء يتلاعبون بنظام الهجرة في الولايات المتحدة بادعاءات زائفة لا يستند إلى أي أساس من الصحة. بل على العكس من ذلك، في عهد الرئيسين السابقين لبايدن، باراك أوباما ودونالد ترمب، كانت سلطات الهجرة الأميركية تفسر القانون بشكل ضيق للغاية لحماية أغلب الأطفال المستضعفين الفارين من العنف الذي يهدد حياتهم في أميركا الوسطى.

ولكن في حين جمعت إدارة أوباما بين المعايير الإنسانية وإنفاذ القانون، فإن سياسات ترمب تجاهلت صراحة حقوق الإنسان وسيادة القانون، فأرست بذلك سابقة خطيرة ويبدو أنها طويلة الأمد. ويُـعَـد الفصل 42 مثالا واضحا على هذا. كان التبرير المعلن لهذه السياسة هو أنها إجراء استثنائي للحد من انتشار كوفيد-19، وهي الحجة التي لم يقرها علماء الأوبئة قط. لكن هذا لم يمنع إدارة ترمب من استخدامها لتجريد الناس من حق طلب اللجوء، وهو الحق المحمي بموجب القانون الأميركي والقانون الدولي.

https://prosyn.org/uLj4cVHar