nye203_Gary HershornGetty Images_usflag Gary Hershorn/Getty Images

الاستثناء الأمريكي في عام 2024

كمبريدج- مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، بدأت تظهر في الولايات المتحدة ثلاث فُرق كبيرة تناقش كل منها الطريقة التي ينبغي للولايات المتحدة أن تتعامل بها مع بقية العالم: الأمميون الليبراليون الذين هيمنوا منذ الحرب العالمية الثانية؛ والمتقاعسون الذين يريدون الانسحاب من بعض التحالفات والمؤسسات؛ وأنصار مبدأ "أميركا أولاً" الذين لهم وجهة نظر ضيقة، وانعزالية في بعض الأحيان، فيما يتعلق بدور أميركا في العالم.

ولطالما نظر الأميركيون إلى بلادهم على أنها استثنائية من الناحية الأخلاقية. وقال ستانلي هوفمان، وهو مفكر فرنسي- أميركي، أنه في حين تعتبر كل دولة نفسها فريدة من نوعها، فإن فرنسا والولايات المتحدة تتميزان بإيمانهما بأن قيمهما عالمية. ولكن فرنسا كانت مقيدة بتوازن القوى في أوروبا، لذا فهي لم تتمكن من السعي وراء تحقيق طموحاتها العالمية برمتها. وفقط الولايات المتحدة من كان بوسعها فعل ذلك.

إن المقصود هنا ليس تفوق الأميركيين أخلاقيا؛ بل المسألة هي أن العديد من الأميركيين يريدون أن يتمسكوا بالاعتقاد الذي مفاده أن بلادهم هي قوة من قوى الخير في العالم. ولطالما اشتكى الواقعيون من أن هذه النزعة الأخلاقية في السياسة الخارجية الأميركية تتعارض مع تحليل القوة الواضح. ومع ذلك، فالحقيقة هي أن الثقافة السياسية الليبرالية الأميركية أحدثت فرقاً هائلاً في النظام الدولي الليبرالي الذي كان قائماً منذ الحرب العالمية الثانية. إن عالم اليوم كان سيبدو مختلفاً تماماً لو انتصر هتلر، أو الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين في الحرب الباردة.

https://prosyn.org/iILXJbrar