04c7b00346f86f380eec4d17_jo4494c.jpg

الحركة النسوية الرجعية في أميركا

نيويورك ـ من الواضح أن اليسار والمؤسسة الإعلامية في الولايات المتحدة عاجزين عن التوصل إلى فهم كامل لهالة الجاذبية الشعبية التي تحيط باثنتين من إناث نمور الحزب الجمهوري في وسائل الإعلام ـ الأولى سارة بالين، والآن ميشيل باكمان بعد أن نجحت ترسيخ مكانتها كمرشحة رئاسية أساسية عن الحزب الجمهوري. ولكن ما الذي يميز هاتين النمرتين عن بقية المرشحين ـ ويرغب العديد من الأميركيين في الحصول عليه؟

الواقع أن كلاً من باكمان وبالين تتعرضان للسخرية بانتظام في الصحافة السائدة. ففي حالة بالين، يتلخص التصور السائد في اعتبارها مثقفة من الوزن الخفيف: كان مقطع فيديو يبين عجزها عن ذِكر صحيفة واحدة أو مجلة تقرأها بانتظام قد حصل على أكبر معدلات مشاهدة عِدة مرات على موقع يوتيوب أثناء حملتها الانتخابية الرئاسية الأخيرة.

أما باكمان فإنها تصور من ناحية أخرى وكأنها مجنونة أو مشوشة بعض الشيء. والواقع أنني أستطيع أن أشهد من واقع تجربتي الشخصية أن إجراء أي مناقشة معها يعني التعامل مع شخص يتمتع بيقين مطلق بحقائق لابد وألا يكون لها وجود إلا في مكان ما من عالم مواز لعالمنا.

https://prosyn.org/vFIDNTcar