Yanis Varoufakis EU Council/Flickr

في الدفاع عن فاروفاكيس

لندن ــ لقد بات من المألوف أن نستمع إلى ذم وزير مالية البلاد السابق يانيس فاروفاكيس والقدح فيه، من تحميله المسؤولية عن عودة الاقتصاد اليوناني إلى الانهيار، إلى اتهامه بالتآمر والتخطيط بشكل غير قانوني لخروج اليونان من منطقة اليورو. ورغم أنني لم يسبق لي قَط أن التقيت به أو تحدثت معه، ففي اعتقادي أن انتقاده واتهامه على هذا النحو المتزايد الحِدة غير مبرر وغير عادل. وفي هذه العملية، يتحول الانتباه بعيداً عن القضايا التي تشكل أهمية بالغة لتعزيز قدرة اليونان على التعافي والازدهار ــ سواء بقيت في منطقة اليورو أو قررت الانسحاب منها.

ومن الأهمية بمكان لهذا السبب أن ننتبه إلى الأفكار التي يواصل فاروفاكيس مناصرتها. فربما يتهمه اليونانيون وغيرهم بأنه كان أثناء توليه منصبه يسعى في تنفيذ أجندته بأقل قدر من اللياقة. ولكن جوهر تلك الأجندة كان ــ ولا يزال ــ صحيحاً إلى حد كبير.

ففي أعقاب الانتصار الانتخابي المبهر الذي حققه حزب سيريزا في يناير/كانون الثاني، قام رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس بتعيين فاروفاكيس لقيادة المفاوضات الحساسة مع دائني البلاد. وكان تفويضه يتلخص في إعادة صياغة العلاقة من جانبين على قدر كبير من الأهمية: جعل الشروط أكثر توافقاً مع النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل؛ وإعادة التوازن والكرامة إلى معاملة اليونان من قِبَل شركائها الأوروبيين وصندوق النقد الدولي.

https://prosyn.org/xdK53dyar