leonard83_btgbtgGetty Images_USEUflags btgbtg/Getty Images

أهي ذروة الوحدة الأطلسية؟

واشنطن، العاصمة ــ الآن فقط، يتنفس القادة الأوروبيون الصعداء بعد فشل الجمهوريين في تحقيق "الموجة الحمراء" في انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة. ورغم أن التكوين النهائي لمجلس النواب لا يزال مجهولا، فقد تمكن الديمقراطيون من التمسك بمقاعدهم في مجلس الشيوخ، وبات من الواضح بالفعل أن الكونجرس الأميركي لن يكتسحه فيضان الأنصار الانعزاليين الذين يؤيدون دونالد ترمب وفلاديمير بوتن. ولكن بدلا من استغلال هذا الوقت للاحتفال، يحتاج الأوروبيون إلى الاستعداد للعاصفة المحتملة التالية.

على أية حال، استفادت أوروبا من لحظة غير عادية من الوحدة عبر الأطلسية على مدار العام الأخير. فقد استجابت الشراكة الأميركية الأوروبية بسلاسة لغزو روسيا لأوكرانيا من خلال فرض عقوبات منسقة، ومع استشارة الولايات المتحدة للحكومات الأوروبية قبل ملاحقة أية محادثات حول مستقبل الأمن الأوروبي مع الكرملين. أما حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التحالف الذي اعتبره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عام 2019 "ميتا دماغيا"، فإنه يزدهر الآن ويستعد للترحيب بفنلندا والسويد كعضوين جديدين. وأخيرا، يُـنـفِـق الأوروبيون قدرا أكبر من الأموال على الدفاع، وحتى ألمانيا بلغت الهدف الذي طالما وعدت به والذي يتمثل في تخصيص 2% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.

يتفق الأميركيون والأوروبيون في عموم الأمر أيضا على التحديات الاستراتيجية التي تفرضها الصين، وخاصة الآن بعد أن نجح الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي حكم بالتهديدات الاقتصادية والسياسات الخارجية العدائية، في توسيع سلطته وتوطيدها. وفي الغرب يسود شعور قوي بأن "الغرب قد عاد". إذ تعمل الولايات المتحدة وأوروبا على توجيه الوحدة السياسية المكتشفة حديثا لدعم القيم المشتركة والرؤية المشتركة للهيئة التي يريدان العالم عليها.

https://prosyn.org/A3IQd8sar