us china tech JOHANNES EISELE/AFP/Getty Images

حرب ترمب الاقتصادية الاختيارية

أوتاوا- يشبه الصراع الذي يلوح في الأفق بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين التنافس بين الدول والشركات والأفراد، الذي ينتهي بفوز أو خسارة أحد الطرفين. وتتصرف الصين بناء على اعتقادها أنه إذا حدث وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين نظيره الأمريكي في القيمة الإسمية للدولار، فإن إمكانيات الاقتصاد الأمريكي ستتراجع بنسبة تساوي هامش أرباح الصين.

وفكرة أنه يجب أن يكون هناك صراع حول التجارة أو الهيمنة التكنولوجية تدعم أسلوب الرئيس الأمريكي ترمب في التعامل مع الاقتصاد والسياسة الخارجية. ويعزز الاعتقال الأخير الذي تعرضت له المديرة المالية لشركة هواوي، مينج وانزو، في كندا فكرة أن إدارة ترمب تلجأ إلى أساليب مدمرة   لتحقيق أهدافها.

لكن وراء مشاهد الاعتقالات التي تطال الشخصيات البارزة، تقبع بعض الوقائع الاقتصادية الأساسية. أولا، فوز دولة ما لا يعني بالضرورة خسارة دولة أخرى. إذ لدى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين قطاعات تكنولوجية نشيطة تستفيد من ابتكارات بعضها البعض. كما أن اقتصاد الصين هو المحرك الرئيسي للنمو في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. ونظرا لكون اقتصادها أكبر من اقتصاد أمريكا فيما يتعلق بشراء المساواة في القوة، يبدو أن مخاوفا من أنه سيتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الناتج القومي الإجمالي الإسمي- الذي يختلف عن الثراء- خارجة عن الموضوع.

https://prosyn.org/K9EQqvEar