a646aa0346f86f380e5b6016_m4826c.jpg

حزب الشاي واقتراحه المتواضع

واشنطن، العاصمة ـ طرح حزب الشاي الأميركي رسالة مالية بسيطة: "الولايات المتحدة مفلسة". وهذا غير صحيح في واقع الأمر ـ فلا تزال سندات خزانة الحكومة الأميركية تُعَد واحداً من أكثر الاستثمارات أماناً على مستوى العالم ـ ولكن هذا الزعم يخدم غرض إضفاء طابع درامي مثير على الموازنة الفيدرالية وإثارة قدر عظيم من الهستريا حول مستويات الدين الأميركي الحالية. وهذا بالتالي يعمل على إنتاج اعتقاد انفعالي حماسي مفاده أن الإنفاق الحكومي لابد وأن يخفض بشكل جذري، والآن.

هناك قضايا مالية مشروعة تقتضي إدارة مناقشة جادة، بما في ذلك كيفية السيطرة على النمو في الإنفاق على الرعاية الصحية وما هي الوسيلة الأفضل لهيكلة الإصلاح الضريبي. ولكن فصيل حزب الشاي التابع للحزب الجمهوري يهتم بشكل أكبر بتقليص حجم الحكومة أكثر من اهتمامه بأي شيء آخر: إذ يصر أعضاؤه في المقام الأول على عدم السماح لعائدات الضرائب الفيدرالية بتجاوز نسبة 18% من الناتج المحلي الإجمالي بأي حال من الأحوال. والمرجعية التاريخية التي يستندون إليها في هذا هي تمرد الويسكي المناهض للإيرادات الضريبية في عام 1794، وليس تأسيس حزب الشاي الأصلي في بوسطن المناهض لبريطانيا والمؤيد للتمثيل في عام 1773.

والأمر الأكثر أهمية هو أن تكتيكاتهم أثبتت قدرتها الهائلة على تدمير الثروة في الولايات المتحدة. ومنذ بدأت المواجهة المطولة بشأن الموازنة في وقت سابق من هذا العام، خسرت سوق الأوراق المالية نحو 20% من قيمتها (ما يقرب من 10 تريليون دولار). وفي واقع الأمر، يعمل حزب الشاي جاهداً للحد من المزايا الاجتماعية التي تمولها الحكومة ـ بما في ذلك معاشات التقاعد والرعاية الطبية ـ رغم أن أساليبه تحد بدرجة كبيرة من قيمة الثروة الشخصية الآن وفي المستقبل.

https://prosyn.org/fP9EkKSar