الحقائق الاقتصادية للربيع العربي

واشنطن العاصمة\اسطنبول – لقد مرت سنة تقريبا منذ ان تمكنت الثورة في تونس والاحتجاجات في ميدان التحرير بالقاهرة من الاطاحة بانظمة سلطوية متحجرة حيث اشعلت عاصفة واسعة النطاق – ما تزال مستعرة= في العالم العربي. لا احد يستطيع ان يتوقع اين ستأخذ تلك الاحداث الشعوب العربية في نهاية المطاف ولكن هناك شيء مؤكد : انه لا عودة للوراء . ان هناك حركات وكيانات اجتماعية وسياسية صاعدة وهناك انتقال للسلطة وهناك أمل بإن العملية الديمقراطية سوف تصبح اقوى وسوف تنتشر في العالم العربي سنة 2012.

ان الاحداث في العالم العربي سنة 2011 تجعلنا نستذكر تحولات اقليمية اخرى كان لها تأثير كبير مثل ما حصل في شرق اوروبا بعد سقوط جدار برلين سنة 1989 . ان هناك فروقات بالطبع ولكن سرعة انتشار الاضطرابات تشبه الى حد كبير الثورات التي انهت الشيوعية في اوروبا كما ان هناك تشابه كبير في الجدل القائم عن المساهمة النسبية للعوامل السياسية والاقتصادية في نشوب الاحتجاجات الشعبية في نهاية المطاف.

بينما كان الشوق للكرامة وحرية التعبير والمشاركة الديمقراطية الحقيقية هو القوة المحركة للثورات العربية ، لعب الاستياء من الوضع الاقتصادي دورا حيويا حيث سوف تساعد العوامل الاقتصادية في تحديد مصير هذا التحول في العالم العربي حيث ان هناك ثلاثة تحديات اساسية وعلى المدى الطويل يجب ان نضعها في اعتبارنا .

https://prosyn.org/VbNXtZOar